القطاعات الذهبية في بورصة الدار البيضاء 2025: البناء والبنوك والصحة واللوجستيك في الصدارة
بين القطاعات الواعدة والتقييمات المالية المرتفعة، سيحتاج المستثمرون إلى تحسين استراتيجياتهم للاستفادة من الفرص التي ستوفرها سنة 2025.
فما هي القطاعات المدرجة التي ينبغي التركيز عليها هذا العام؟
بعد سنة قياسية في 2024، شهدت فيها بورصة الدار البيضاء زيادة بنسبة 22.16% في مؤشر Masi وتسجيل قيمة سوقية تاريخية بلغت 765 مليار درهم، يوجه المستثمرون أنظارهم بتفاؤل نحو 2025.
و رغم أن التوقعات تظل واقعية، فإن هناك تفاؤلاً بآفاق السوق هذا العام. ومع ذلك، يجب أن يرافق هذا التفاؤل تحليل دقيق للتقييمات الحالية والفرص التي تتيحها.
ويظهر أن سوق الأسهم يعكس مستويات تقييم مرتفعة مقارنة ببورصات أخرى مماثلة. ومع نسبة السعر إلى الأرباح (PER) التي تبلغ 18، وهي أقل قليلاً من متوسطها التاريخي البالغ 20، يبقى السوق المغربي جذابًا، خصوصًا بفضل قوة الربحية في الشركات المدرجة.
وفي هذا السياق، يوصي الاستراتيجيون بالتركيز على الشركات التي تقدم رؤية واضحة لمشاريعها وآفاقها المستقبلية.
ويجب أن تكون هذه الشركات قد أثبتت تقييمًا منطقيًا يتماشى مع أسسها المالية، مع إظهار قدرة على تحسين أرباحها في 2025.
ومن هنا، تصبح هذه المعايير أساسية لضمان عوائد جذابة وتقليل المخاطر في سوق تتسم تقييماته بالارتفاع، إلا أن الربحية تظل داعمة لهذه التقييمات.
البناء والتشييد والبنية التحتية
يبرز قطاع البناء والتشييد كمحرك رئيسي للنمو في 2025، بفضل البيئة الداعمة. من جهة، تسهم مشاريع ضخمة مثل إعادة إعمار منطقة الحوز بعد الزلزال (120 مليار درهم على خمس سنوات) في تحفيز النشاط.
ومن جهة أخرى، تعزز البنية التحتية الرياضية اللازمة لاستضافة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 من آفاق هذا القطاع.
البنوك
يظل القطاع البنكي خيارًا استراتيجيًا في 2025. ورغم الأداء الجيد الذي حققته البنوك المغربية في السنوات الأخيرة، إلا أن التقييمات لا تزال جذابة، حيث يبلغ متوسط نسبة السعر إلى الأرباح (PER) 13.
كما أن هذا القطاع يستفيد من زيادة مستمرة في القدرة الربحية للشركات، ويؤدي دورًا موازنًا في مواجهة التقلبات الاقتصادية أو الجيوسياسية المحتملة.
الصحة واللوجستيك
تعتبر قطاعات الصحة واللوجستيك من بين أبرز محركات النمو الموثوقة. وعلى وجه الخصوص، تسرع شركة أكديتال من تنفيذ خطتها الاستراتيجية لتلبية الطلب المتزايد على المعدات الطبية والخدمات الصحية.
و من جهة أخرى، تستفيد اللوجستيك من المشاريع الكبرى مثل ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي من المتوقع أن يعزز التدفقات التجارية اعتبارًا من 2026، مما يقدم فرصًا لشركات مثل مرسى المغرب.
العقارات
يشهد قطاع العقارات انتعاشًا بفضل برنامج دعم الإسكان (2024-2028) والطلب المتزايد على البنى التحتية السكنية والفندقية.
رغم أن بعض القطاعات، مثل العقارات الفاخرة، قد تواجه تحديات، إلا أن القطاعات المدعومة بالسياسات العامة توفر فرصًا حقيقية للاستثمار.
و رغم أن الأسس الاقتصادية تظل قوية، مع السيطرة على التضخم بنسبة أقل من 2% ونمو متوقع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9%، فإن عام 2025 سيظل عامًا يعتمد فيه الانتقاء والتنويع على أهمية كبيرة.
و سيحتاج المستثمرون إلى التركيز على الشركات القادرة على تحقيق نمو مستدام في بيئة تنافسية.
