الفقراء والطبقة المتوسطة الأكثر تضرراً من ارتفاع الأسعار في المغرب
في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، يعيش المغرب وضعًا استثنائيًا يتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على الفقر، حيث تواصل موجة الغلاء الضغط على أسعار المواد الأساسية.
وقد أثرت هذه الأوضاع بشكل كبير على جيوب المواطنين، مما عمق من معاناة الطبقة المتوسطة والفقيرة.
في هذا الإطار، نستعرض أحدث الأرقام التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط حول وضعية الفقر والهشاشة الاقتصادية في المغرب.
وتشير البيانات المنشورة في يونيو الماضي إلى أن عدد الفقراء قد ارتفع من 623 ألف شخص في عام 2019 إلى 1.42 مليون شخص في عام 2022، وهو ما يعكس زيادة سنوية بنسبة 34%.
وقد سجلت 64% من هذه الزيادة في المناطق القروية، حيث يقدر عدد الفقراء بـ906 ألف شخص، مقابل 512 ألف في المناطق الحضرية.
وعند النظر في توزيع معدلات الفقر حسب الجهات، نجد أن خمس جهات قد سجلت معدلات فقر أعلى من المعدل الوطني البالغ 3.9%.
تصدرت جهة فاس – مكناس القائمة بنسبة 9%، تلتها كلميم – واد نون بـ7.6%، ثم بني ملال – خنيفرة بـ6.6%، ودرعة – تافيلالت بـ4.9%، وأخيرًا الجهة الشرقية بـ4.2%.
على مستوى توزيع الفقراء حسب الجهات، تأتي جهة فاس – مكناس في المقدمة بعدد 401 ألف فقير، ما يعكس مساهمتها بنسبة 28% من الفقر المطلق في المملكة.
تليها بني ملال – خنيفرة بنسبة 12.3%، ثم مراكش – آسفي بـ11%. وتمثل هذه الجهات الثلاث مجتمعة حوالي 52% من إجمالي السكان الذين يعيشون في حالة فقر مطلق.
وفيما يتعلق بالهشاشة الاقتصادية، التي تشمل الفئات ذات الدخل المنخفض أو غير المستقر، فقد ارتفع عدد هؤلاء الأشخاص من 2.6 مليون في عام 2019 إلى 4.75 مليون في عام 2022، بمعدل زيادة سنوي متوسط بلغ 23.6%.
كما ارتفعت نسبة الهشاشة بشكل أكبر في المناطق الحضرية (31.5%) مقارنة بالمناطق القروية (17.8%).
وأظهرت الأرقام أن الجهة الأكثر تعرضًا للهشاشة الاقتصادية هي بني ملال – خنيفرة بمعدل 24.5%، تليها فاس – مكناس بـ19%، ثم درعة – تافيلالت بـ17.3%، وسوس – ماسة بـ14.5%.
تشير هذه الأرقام، المستندة إلى البحث الوطني حول مستوى معيشة الأسر لسنة 2022، إلى واقع اقتصادي مقلق، خاصة في ظل توقعات بارتفاع أرقام الفقر بسبب استمرار موجة الغلاء التي أثرت على العديد من المواد الأساسية.
وأفادت المندوبية السامية للتخطيط بأن 97.5% من الأسر المغربية لاحظت ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، فيما تتوقع 84% منها مزيدًا من الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
هذا الوضع أدى إلى تصرح أكثر من 80% من الأسر بتدهور مستوى معيشتها خلال نفس الفترة، وفقًا لمذكرة نشرت مؤخرًا حول نتائج بحث الظرفية لدى الأسر.