الجنيه الإسترليني يقترب من أعلى مستوياته في ثلاث سنوات وسط تراجع الدولار ومخاوف التضخم

واصل الجنيه الإسترليني صعوده في الأسواق الأوروبية خلال تعاملات يوم الجمعة، مسجلًا مكاسب لليوم الخامس على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، ومقتربًا من أعلى مستوياته في ثلاث سنوات، في ظل أجواء متقلبة تشهد تراجعًا في أداء الدولار عالميًا وعودة المخاوف من الضغوط التضخمية في بريطانيا.

الجنيه في طريقه لتسجيل مكسب أسبوعي قوي، معززًا بزخم الشراء في سوق العملات الأجنبية، حيث تراجعت جاذبية الدولار نتيجة عمليات بيع واسعة النطاق.

كما دعمت البيانات الاقتصادية الأخيرة في بريطانيا هذا الاتجاه، بعد أن أظهرت مؤشرات عودة الضغوط التضخمية، ما قلّص من احتمالات قيام بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة خلال شهر يونيو المقبل.

ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.25% ليصل إلى 1.3449 دولار، مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.3420 دولار، بينما سجّل أدنى مستوى يومي عند 1.3415 دولار.

يوم الأربعاء، حقق الجنيه مكسبًا طفيفًا لا يتجاوز 0.1%، في رابع جلسة صعود متتالية، وكان قد سجّل في اليوم السابق أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات عند 1.3469 دولار.

على مدار الأسبوع، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة تقترب من 1.3% مقابل الدولار، متجهًا نحو تسجيل ثاني مكسب أسبوعي خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وأكبر مكاسب أسبوعية منذ منتصف أبريل، مما يعكس ثقة متزايدة في أداء العملة البريطانية في ظل التوترات المحيطة بالدولار.

تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.25% يوم الجمعة، ليقترب من أدنى مستوى له في أسبوعين عند 99.34 نقطة، متجهًا نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية له منذ خمسة أسابيع، وسط تراجع واسع للعملة الأمريكية مقابل معظم العملات الرئيسية والثانوية.

وجاء هذا الضعف في الدولار نتيجة تصاعد المخاوف حيال الأوضاع المالية في الولايات المتحدة، ما دفع المستثمرين إلى إعادة توجيه السيولة نحو أصول أكثر أمانًا.

وتزايد القلق بعد أن خفضت وكالة “موديز” التصنيف الائتماني للديون الأمريكية الأسبوع الماضي، في وقت تركز فيه الأسواق على الدين العام المتراكم والذي بلغ 36 تريليون دولار، بالإضافة إلى تداعيات مشروع قانون الضرائب الجديد الذي قد يضيف تريليونات إضافية إلى هذا العبء المالي.