الاقتصادية

الانتخابات 2024: المناظرة الرئاسية الأولى بين ترامب وهاريس تشهد تبادلاً للاتهامات والادعاءات

التقت المرشحة الديمقراطية لمنصب رئيس الولايات المتحدة “كامالا هاريس” بالمرشح الجمهوري “دونالد ترامب” أمس الثلاثاء في أول مناظرة بينهما والوحيدة المجدولة حتى الآن لانتخابات 2024 التي ستعقد في نوفمبر.

ووضعت “هاريس” -البالغة من العمر 59 عامًا- الرئيس السابق “ترامب” في موقف دفاعي خلال المناظرة الرئاسية التي عقدت في فيلادلفيا وبثتها شبكة “إيه بي سي” مساء الثلاثاء.

وقال “ترامب” بعد المواجهة أنها كانت أفضل مناظرة له، لكن استطلاعات الرأي أشارت إلى فوز “هاريس” في المقابلة، وتحدته حملتها بالدعوة على الفور لعقد مناظرة ثانية في أكتوبر، ولكن علق الملياردير على الأمر بأنهم دعوا إلى ذلك بسبب خسارة “هاريس” في المناظرة الأولى بشكل سيئ للغاية.

وخلال المناظرة  التي عقدت قبل أقل من شهرين من الانتخابات، كانت “هاريس” تحت ضغط لتقديم أداء قوي عقب انضمامها للسباق الرئاسي بعد انسحاب الرئيس الحالي “جو بايدن”، وبدأت بالخطوة الأولى عندما فاجأت “ترامب” بالاقتراب منه لمصافحته قبل أن يصعدا للمنصة، وانتقدت شخصيته وانشغاله بنفسه.

ورفع “ترامب” صوته مرارًا وتكرارًا خلال الحدث المباشر عندما انتقد “هاريس” بشأن الهجرة والاقتصاد ووصفها بأنها “ماركسية” متنكرة في زي معتدلة، وألقى باللوم عليها من خلال الحديث عن إخفاقات إدارة “بايدن”، لكن “هاريس” وصفت فوزها المحتمل بالانتخابات على أنه بداية جديدة بعد “فوضى” رئاسة “ترامب”.

وعندما سُئل “ترامب” عما إذا كان سيعترف بخسارته في انتخابات 2020، رفض ذلك قائلاً: لا، لا أعترف بذلك مطلقًا.

بينما سردت “هاريس” القضايا القانونية التي يواجهها “ترامب” تفصيليًا، ووصفته بأنه شخص تمت مقاضاته بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي وجرائم اقتصادية والتدخل في الانتخابات وغيرها.

وتبادلا الادعاءات والانتقادات بشأن سجل كل منهما خلال المناظرة التي استمرت أكثر من 90 دقيقة، وناقشا عدة قضايا رئيسية منها الاقتصاد والهجرة والحرب في أوكرانيا، وخطط كل منهما حال فوزه في الانتخابات.
 

بين تبادل الادعاءات والانتقادات .. هذه رؤية المرشحين الرئاسيين لبعض القضايا الرئيسية في أول لقاء رسمي لهما

القضية الرئيسية

التوضيح

الاقتصاد

تحدثت “هاريس” عن نشأتها كطفلة من الطبقة الوسطى، قائلة: أنا في الواقع الشخص الوحيد على هذه المنصة الذي لديه خطة تتعلق برفع مستوى الطبقة الوسطى والعاملين في أمريكا، مشيرة إلى أن لديها خطة لما تسميه “اقتصاد الفرص”.

عندما سُئلت “هاريس” عما إذا كان الأمريكيون في حال أفضل مما كانوا عليه قبل أربع سنوات، لم تقدم إجابة مباشرة، واتهمت الرئيس الأمريكي السابق بترك إرث للديمقراطيين يشمل أسوأ بطالة منذ الكساد الأعظم.

لكن في الحقيقة، ارتفعت البطالة إلى 14.8% في أبريل 2020 مع حالات الإغلاق المرتبطة بالوباء، بينما عند مغادرة “ترامب” لمنصبه كان معدل البطالة 6.4%.

أما في حال انتخابها، فقد أوضحت “هاريس” أنها ستقدم للعائلات ائتمانًا ضريبيًا يصل إلى 6 آلاف دولار لكل طفل مؤهل، وخصم ضريبي بقيمة 50 ألف دولار للشركات الصغيرة.

لكنها ألمحت إلى أن خطة منافسها هي القيام بما قام به من قبل، وهو تقديم خفض ضريبي للمليارديرات والشركات الكبرى، ما سيؤدي إلى زيادة العجز في أمريكا بمقدار 5 تريليونات دولار.

وزعمت أيضًا أن خصمها لديه خطة تسميها “ضريبة مبيعات ترامب” من شأنها الإضرار بالمواطنين العاديين، والتي ستكون ضريبة بنسبة 20% على السلع اليومية التي نعتمد عليها.

لكن أنكر “ترامب” أنه سيفرض ضريبة مبيعات، بل أقر بأن دولاً أخرى ستواجه تعريفات تجارية بحد أدنى 10% حال عودته للبيت الأبيض.

ويرى خبراء أن التعريفات الجمركية تعادل فرض ضريبة على المستهلكين، لأنهم سيدفعون مبالغ إضافية مع انتقال التكاليف إليهم.

وانتقد “ترامب” الإدارة الحالية بسبب أعلى معدل تضخم في تاريخ أمريكا، مشيرًا لأرقام تبلغ 21% وتصل إلى 60% على بعض السلع.

لكن يبلغ معدل التضخم الحالي في البلاد 2.9%، ووصل إلى ذروته في عهد “بايدن” إلى 9.1% في عام 2022، ورغم ذلك إلا أنه لا يزال أقل كثيرًا من المستوى القياسي للتضخم الذي بلغ 23.7% في 1920.

وأضاف “ترامب” قائلاً: بنيت أعظم اقتصاد في العالم، أما هم فيدمرونه.

السياسة مع الصين

شهدت قضية السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة مع الصين خلافًا خلال المناظرة، وزعمت “هاريس” أن إدارة “ترامب” السابقة كانت ضعيفة للغاية في التعامل مع بكين.

وصرحت قائلة: “ترامب” باعنا للصين، ولم يحمِ مصالح بلاده، كما انتقدت مدحه العلني خلال الوباء للرئيس الصيني “شي جين بينج” رغم مسؤوليته عن عدم الوضوح بشأن أصل فيروس “كوفيد-19”.

وأضافت: دعونا نكون واضحين في أن إدارة “ترامب” أسفرت عن عجز تجاري، وهو حد أعلى مستويات العجز المسجلة في تاريخ أمريكا على الإطلاق، مشيرة دعوته لحروب تجارية.

ورد “ترامب” بأن إدارة “بايدن-هاريس” أبقت على معظم الرسوم الجمركية التي فرضها على الصين.

وأشار إلى أن خطته التي تشمل فرض رسومًا جمركية إضافية تتراوح بين 60% و100% على الصين من شأنها مضاعفة الحرب التجارية التي بدأها في فترة إدارته الأولى.

وقلل “ترامب” خلال المناقشة من المخاوف بأن المستهلكين الأمريكيين هم من سيدفعون ثمن الرسوم الجمركية المتزايدة، وقال: ما سيحدث ومن سيتحمل أسعارًا أعلى هي الصين وكافة الدول التي كانت تستغلنا على مدار سنوات.

الهجرة وجرائم المهاجرين

ادّعى “ترامب” بأن “هاريس” و”بايدن” سمحوا لملايين الأشخاص بالتدفق إلى أمريكا من السجون والمصحات العقلية، زاعمًا أن المهاجرين يأكلون عددًا كبيرًا من الحيوانات الأليفة في سبرينغفيلد بولاية أوهايو.

زعم “ترامب” قائلاً: إنهم يأكلون الكلاب، هؤلاء من جاءوا إلى البلاد، إنهم يأكلون القطط، يأكلون حيوانات أليفة يربيها الناس”.

وهزت “هاريس” رأسها وضحكت بينما استمر “ترامب” في الحديث عن تلك المزاعم.

روسيا والحرب في أوكرانيا

كما اشتبكا معًا مرارًا وتكرارًا بشأن روسيا ورئيسها “فلاديمير بوتين” والحرب في أوكرانيا.

وقالت “هاريس”: بوتين يستطيع التهام “ترامب” على وجبة الغداء، واتهمته بالاستعداد للتخلي عن أوكرانيا بعد عامين ونصف من الحرب وجهد تمويل عسكري هائل من قبل أمريكا.

وعندما سُئل “ترامب” عما إذا كان يعتقد أن من مصلحة أمريكا فوز أوكرانيا في حربها ضد روسيا، رفض الإجابة قائلاً: أريد أن تتوقف الحرب.

وردت “هاريس”: لو كان “ترامب” رئيسًا لأمريكا، لكان “بوتين” يجلس في كييف الآن، مشيدة بالعمل الذي قامت به أمريكا مع حلفاء الناتو لدعم أوكرانيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى