ارتفاع الحرارة بعد التساقطات المطرية: بشائر للمزارعين أم سيف ذو حدين؟
يشعر الفاعلون في القطاع الزراعي المغربي بالقلق تجاه التحديات المحتملة التي قد تعصف بالإنتاجية، حيث يخشون من تأثير موجات الصقيع القوية التي قد تتبع التساقطات المطرية الأخيرة، مثلما حدث في يناير الماضي. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي يظهر تغيرًا مفاجئًا، حيث يشهد بعض المناطق الزراعية في المغرب ارتفاعًا في درجات الحرارة، مما قد يؤثر على سرعة نمو المحاصيل الزراعية.
يرى البعض أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يحمل تأثيرات سلبية ناتجة عن تداخل الفصول نتيجة للتغيرات المناخية، إلا أنه يمكن أيضًا أن يكون له أثر إيجابي على القطاع الفلاحي، حيث يعد مؤشرًا على نمو أسرع للمحاصيل. ويشير بعض المتخصصين إلى أن هذا الارتفاع قد يقلل من فترة حياة المزروعات، مما يعني جني المحصول في وقت أقرب، ويعتبر ذلك إيجابيًا في سياق الإنتاج الزراعي.
وفي هذا السياق، يشير المزارعون إلى أهمية استخدام تقنيات الري الحديثة مثل السقي بالتنقيط المدفون للحفاظ على رطوبة التربة في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة. كما يوضحون أن هذا الارتفاع الحراري قد يساهم في جفاف التربة، مما يجعل تحكم الفلاح في فترات الجفاف أمرًا أساسيًا للحفاظ على الإنتاجية.
من جانبهم، يرى منتجو ومصدرو الخضر والفواكه أن الارتفاع الحراري بعد التساقطات المطرية يعد إيجابيًا، حيث يعيد الحياة إلى سلسلة الإنتاج ويساهم في تعزيز العرض في الأسواق المحلية. وعلى الرغم من هشاشة القطاع الفلاحي أمام التغيرات المناخية، إلا أن المزارعين يظلون مصرين على مسارهم، مؤكدين أهمية تدبير فترات الجفاف واستغلال الموارد المائية بشكل فعّال لضمان استمرارية الإنتاج واستدامة القطاع الزراعي في المملكة.