ارتفاع التضخم يدفع المغاربة للبحث عن مصادر دخل إضافية
في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة، لم تعد المؤشرات التقليدية للنمو أو السيطرة على التضخم تقدم الطمأنينة للمواطنين المغاربة.
و مع الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، أصبح الكثير من الأجراء والموظفين يشعرون بضغط متزايد، حيث باتت أجورهم غير كافية لتغطية احتياجاتهم اليومية، ما دفعهم إلى البحث عن حلول بديلة لتعزيز مداخيلهم.
هذا الواقع أدى إلى توجه متزايد نحو العمل الموازي أو الحر لتخفيف الضغط المالي وتحقيق توازن بين الدخل والنفقات الشهرية.
وفقًا لمذكرة المندوبية السامية للتخطيط، يعاني 82.6% من الأسر من تدهور في مستوى المعيشة خلال السنة الماضية، بينما عبرت غالبية الأسر عن عدم قدرتها على الادخار في المستقبل القريب.
في ظل هذا الوضع، يلجأ عدد متزايد من الموظفين إلى خيارات العمل الحر مثل التجارة الإلكترونية أو قيادة سيارات الأجرة عبر تطبيقات النقل الحضري لتعزيز مداخيلهم، وخاصة في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط.
الخبير الاقتصادي محمد يازيدي شافعي يؤكد أن العمل الموازي أصبح حلاً ضرورياً لمواجهة ارتفاع التضخم وتكاليف المعيشة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من العمل قد يوفر دخلاً إضافياً يصل إلى 5000 درهم شهريًا، لكنه يشدد على الحاجة إلى سياسات اقتصادية أكثر شمولية لدعم الأسر وتحسين قدرتها الشرائية.
من جهة أخرى، يشير عمر لمتوني، الباحث في علم النفس الاجتماعي، إلى أن العمل الموازي قد يحمل تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية للأفراد، خصوصًا مع تداخل المهام وزيادة ساعات العمل، ما يؤثر على التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.
ومع ذلك، يرى البعض في العمل الحر فرصة لاكتشاف مهارات جديدة وتحقيق تطلعاتهم الشخصية، مما قد يمهد الطريق أمام ريادة الأعمال مستقبلاً.