إيلون ماسك يزور الصين أكبر سوق للسيارات الكهربائية
أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ للملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك شركة “تيسلا” للسيارات الأحد أنّ الصين ستكون مفتوحة “دائماً” أمام الشركات الأجنبية.
ووصل ماسك بعد ظهر الأحد إلى الصين، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي، في زيارة هي الثانية له في خلال سنة لهذا البلد الذي يشكّل أكبر سوق للمركبات الكهربائية.
ونقل تلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في) عن لي تعهده خلال لقائه ماسك بأن تبذل الصين المزيد من الجهود لمساعدة الشركات الأجنبية.
وقال لي إن “السوق الصينية الواسعة ستكون دائماً مفتوحة أمام الشركات ذات التمويل الأجنبي”.
وأضاف “ستلتزم الصين بكلمتها وستواصل العمل الجاد لتوسيع الوصول إلى الأسواق وتعزيز ضمانات الخدمة”.
وأكد لي أن بكين ستوفر أيضًا للشركات الأجنبية “بيئة أعمال أفضل” حتى “تنعم الشركات من كل أنحاء العالم براحة البال أثناء الاستثمار في الصين”.
وكتب ماسك على موقع إكس الذي يملكه “تشرفت بلقاء رئيس الوزراء لي تشيانغ.
لقد تعارفنا قبل سنوات عديدة، منذ الأيام الأولى في شنغهاي” حيث يوجد مصنع لشركة تيسلا، وأرفق صورة لهذا الاجتماع.
وذكرت قناة “سي سي تي في” أن ماسك قال لرئيس الوزراء إن “تسلا مستعدة لاتخاذ الخطوة التالية في تعميق التعاون مع الصين لتحقيق المزيد من النتائج المربحة للجانبين”.
وأفادت “سي سي تي في” بأن ماسك يزور الصين “بدعوة من المجلس الصيني للترويج للتجارة الدولية”.
ولم يُعلن عن هذه الزيارة مسبقا.
وأفادت “سي سي تي في” بأن ماسك اجتمع برين هونغبين رئيس المجلس الصيني للترويج للتجارة الدولية “بهدف مناقشة المراحل المقبلة في سياق التعاون ومسائل أخرى”.
وصرّح ماسك الأحد، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام مقرّبة من النظام الحاكم، “من الجيّد رؤية المركبات الكهربائية تتقدّم في الصين”، مؤكّدا أن كلّ “السيارات ستصبح كهربائية في المستقبل”.
واهتمام ماسك منصب بشكل كبير على السوق الصينية علما بأن آخر زيارة أجراها إلى الصين تعود إلى مايو و يونيو 2023.
ويعدّ إيلون ماسك شخصية جدلية في الغرب لا سيّما بعد شرائه شبكة “اكس” للتواصل الاجتماعي المعروفة سابقا بـ”تويتر”.
غير أنه يحظى بإعجاب في الصين حيث تلقى مركبات شركته إقبالا في المدن.
وتأتي زيارته هذه وسط حرب أسعار مستعرة في هذا القطاع الذي يشهد منافسة محتدمة والذي تحتلّ فيه الصين موقعا متقدّما.
وتتزامن أيضا مع إقامة معرض السيارات في بكين.
وعلق محللون في شركة “ويدبوش” بالقول “إنها لحظة فاصلة بالنسبة لماسك ولبكين كذلك، في الوقت الذي تواجه فيه تسلا منافسة كبرى من الشركات المصنعة المحلية في الصين بالإضافة إلى ضعف الطلب”.
وبعدما استخف ماسك في فترة من الفترات بمصنّعي المركبات الكهربائية الصينيين، غيّر موقفه ووصفهم في 2024 بـ”شركات السيارات الأكثر تنافسية في العالم”.
وخلال الربع الأخير من 2023، تقدّمت شركة “بيلد يور دريمز” (BYD) الصينية على “تيسلا” لتصبح أكبر شركة لبيع المركبات الكهربائية في العالم.
واستعادت “تيسلا” الصدارة في الربع الأوّل من 2024 لكن “بيلد يور دريمز” بقيت تتربّع على عرش المبيعات في السوق الصينية.
وتواجه الشركة الأميركية مصاعب في الصين حيث اضطرّت إلى سحب أكثر من 1,6 مليون مركبة كهربائية في يناير بسبب مشكلة في البرمجيات.
ومنذ وصول ماسك، تسري تكهّنات عدّة على شبكة التواصل الصينية “ويبو”.
ويرجّح كثيرون مشاركته في معرض السيارات المقام في العاصمة حتى مايو.
وتوقّع أحد المستخدمين أن يختبر الملياردير نموذجاً للسيارات من صنع عملاق التكنولوجيا الصيني “شاومي” كُشف النقاب عنه في فترة سابقة من العام 2024.
وأعلن المدير التنفيذي للشركة الصينية لي جون في أبريل أن الطلبيات المسبقة على نموذج “SU7” أتت أعلى من التوقعات بثلاث إلى خمس مرّات.
ويعتقدّ آخرون أن ماسك أتى إلى الصين ليناقش مع مسؤولين في بكين احتمال تسويق تكنولوجيا القيادة الذاتية المطوّرة من “تيسلا” في السوق الصينية.
ويرى محللو شركة “ويدبوش” أنه من غير المعلوم “ما إذا كانت شركة تسلا قادرة على توفير نظام القيادة الذاتية في الصين، والذي يبدو انه بات الآن في متناول اليد”.
هذه الزيارة “تُظهر كم أن احتمال توفر القيادة الذاتية في الصين بات وشيكا بالنسبة لشركة تسلا” وفقًا لهؤلاء المحللين. فذلك من شأنه أن “يغير قواعد اللعبة بالنسبة للقيادة الذاتية”.
ورأى أحد مستخدمي “ويبو” أن “تقنية القيادة الذاتية هي الأمل الأخير لتيسلا لإنقاذ مبيعاتها” في الصين.
وتثير الأهمية التي يوليها إيلون ماسك للصين تساؤلات في واشنطن.
وفي نوفمبر 2022، صرّح الرئيس الأميركي جو بايدن أن علاقات الملياردير بالبلدان الأجنبية “تستحقّ” أن يُنظر فيها.
وكان الملياردير الأميركي الذي يملك بالإضافة إلى “تيسلا”، “سبايس اكس” و”اكس”، قد أثار جدلا بقوله إنه ينبغي لجزيرة تايوان أن تنضمّ إلى الأراضي الصينية، وهي تصريحات رحّبت بها بكين وشجبتها تايبيه من جانبها.