إيطاليا تعتزم إنشاء مركز للتدريب على الطاقة المتجددة في المغرب لدعم التنمية في إفريقيا
أعلنت الحكومة الإيطالية عزمها إنشاء مركز تدريبي في المغرب يختص بالطاقة المتجددة والبنية التحتية الكهربائية والكفاءة الطاقية، ويستهدف دعم القدرات المهنية في هذه المجالات للدول الإفريقية.
ويأتي هذا المشروع في إطار خطة “ماتي”، التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين إيطاليا وإفريقيا من خلال التعليم وتطوير المهارات وتوسيع ريادة الأعمال في القطاعات الصديقة للبيئة.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة البيئة والأمن الطاقي الإيطالية خلال مؤتمر دولي حول “النمو الأخضر في إفريقيا”، فإن المركز سيعمل على تدريب الخبراء والتقنيين في القطاعات الطاقية المستدامة، مما يساهم في رفع كفاءاتهم وتطوير قدراتهم المهنية.
شهد المؤتمر، الذي حضرته سفارة المغرب في روما وعدد من المؤسسات المعنية، مناقشات حول فرص التعاون في الاقتصاد الدائري بين إيطاليا وإفريقيا.
وقد أبرز المشاركون دعمهم لمشاريع خطة “ماتي” باعتبارها نموذجًا جديدًا للتعاون يسعى لتحفيز التنمية الاقتصادية والاستثمار في القارة الإفريقية، مع تطرقه إلى تأثيرات التعاون على تقليل تدفقات الهجرة غير النظامية نحو إيطاليا.
وفي حديث للإعلام الإيطالي، صرح فابيو ماسيمو باليريني، أحد المستشارين الدبلوماسيين في الحكومة الإيطالية، بأن إيطاليا تهدف من خلال هذا المشروع إلى بناء مركز تدريبي في مجال الطاقة بالمغرب يخدم القارة الإفريقية بأكملها، رغم أن التنفيذ قد يستغرق بعض الوقت.
وأكد أن قطاع الطاقة هو محور رئيسي في خطة “ماتي”، مشيرًا إلى تقدم الأعمال في عدد من المشاريع الطاقية منذ إطلاق الخطة.
وفي سياق متصل، أوضح عبد العالي الطاهري، خبير في الطاقات المتجددة، أن المبادرة الإيطالية لإنشاء هذا المركز في المغرب تأتي انعكاسًا للاهتمام بالمشاريع الخضراء التي تطلقها المملكة المغربية، والتي باتت جاذبة للاستثمارات الدولية.
وأضاف أن الحكومة الإيطالية قد خصصت ميزانية تقدر بنحو 5.5 مليارات يورو لدعم “خطة ماتي”، تشمل استثمارات وقروضًا ومنحًا، منها حوالي 3 مليارات يورو من صندوق المناخ الإيطالي و2.5 مليار يورو من مخصصات التعاون التنموي.
وأشاد الطاهري بالبنية التحتية المتطورة في المغرب بمجالات الطاقات المتجددة والهندسة البيئية، والتي تشكل قاعدة مثالية لهذا النوع من المشاريع، فضلًا عن التجربة الكبيرة التي اكتسبتها المملكة في مواجهة التحديات البيئية والمناخية.
وأكد الطاهري أن هذه المشاريع تسهم في تحقيق هدف المغرب لرفع حصة الطاقات المتجددة إلى 52٪ من إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030، مما سيخلق أكثر من 50,000 فرصة عمل جديدة في هذا القطاع الحيوي.
ويعكس هذا التعاون بين المغرب وإيطاليا رؤية المملكة الطموحة لتحقيق انتقال طاقي شامل ضمن الاستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة والتنمية المستدامة، والتي تحظى بمتابعة مباشرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وخلص الطاهري إلى أن إنشاء هذا المركز سيساعد في تدريب كوادر وكفاءات مغربية وإفريقية تواجه التحديات المناخية، ويدعم التوجه نحو اقتصاد أخضر ومستدام، يسهم في تلبية احتياجات المغرب الطاقية بأساليب صديقة للبيئة.