“أزورا” تواجه انتقادات أوروبية: مريم أبيكزر وإدريس بنهيمة يتخذان خطوات لحماية مصالح الشركة المغربية
ذكرت صحيفة “أفريكا إنتلجنس” أن شركة “أزورا”، الرائدة في إنتاج الطماطم في المغرب، تواجه انتقادات شديدة من الاتحاد الأوروبي بسبب ممارساتها المتعلقة بتكاليف العمالة والبيئة، ما جعلها تحت دائرة الضوء في بروكسل.
ومن أجل مواجهة هذه الضغوط المتزايدة، استعانت الشركة الفرنسية-المغربية بـمكتب “لينكيرز” بقيادة مريم أبيكزر وإدريس بنهيمة، اللذين يعملان على تحسين صورة “أزورا” في الأوساط الأوروبية.
تمتلك مريم أبيكزر، المعروفة بلقب “سيدة الفعاليات”، مكتب “لينكيرز” بالكامل عبر وكالتها الخاصة “Avant-Scene”، بينما يشغل إدريس بنهيمة، المدير العام للمكتب ورئيس مجلس إدارة شركة “إير ليكيد المغرب”، منصب المدير العام في المكتب.
ويعمل الثنائي بشكل وثيق لتقديم الدعم السياسي والاستشاري اللازم للشركة في سبيل تعزيز تواجدها في الأسواق الأوروبية، وخاصة في باريس، وسط الانتقادات التي تواجهها.
تمكنت “أزورا”، التي يملكها محمد التازي، المعروف بـ”ملك الطماطم”، من السيطرة على سوق الطماطم في المغرب، إلا أنها تواجه منذ بداية 2024 موجة غضب في الأوساط الزراعية الفرنسية، ممثلة في “الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين الفرنسيين” (FNSEA).
و يتهم الاتحاد الفرنسي “أزورا” بالممارسات غير العادلة بسبب أسعار علب الطماطم الكرزية المنخفضة التي تُزرع في مناطق مثل أكادير والصحراء المغربية، مما يثير شكوكًا حول تكاليف العمالة المنخفضة جدًا والممارسات البيئية المثيرة للجدل.
كما أشار الموقع إلى أن “أزورا” قد اختارت، دون اللجوء إلى مناقصة، الثنائي أبيكزر وبنهيمة من أجل معالجة هذا التحدي السياسي والاقتصادي الذي تواجهه في أوروبا.
وكان الهدف من اختيار هذا الثنائي هو الاستفادة من خبرتهما الواسعة في مجال الضغط السياسي والتواصل مع الجهات الحكومية الأوروبية.
و لا يعتبر تعاون مريم أبيكزر مع “أزورا” مفاجئًا، حيث كانت قد برعت في مجال الفعاليات والاتصال السياسي، ولديها علاقات واسعة في الأوساط الأوروبية، خصوصًا في بلجيكا.
وقد عملت أبيكزر سابقًا على الدفاع عن المصالح المغربية في محكمة العدل الأوروبية، لا سيما في سياق حماية الاتفاقيات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وهو ما ساعد في تجنب إلغاء هذه الاتفاقيات في أكتوبر 2024.
وكانت مريم أبيكزر قد أسست مكتب “لينكيرز” بعد مغادرتها مكتب “كامبر” في 2021، وضمّت إليها إدريس بنهيمة، الوزير السابق للنقل، والذي كان لديه مكتب خاص به باسم “ناتيج”.
وبالرغم من رفض بنهيمة المشاركة في ملكية “لينكيرز”، فقد أصبح المدير العام للمكتب، واستفادت “أزورا” من خبرته في مجال الاستخبارات الاقتصادية لدعم استراتيجياتها التواصلية.
و في هذا السياق، أكدت الصحيفة أن “أزورا” تتنافس بشكل مباشر مع “سافيول”، التعاونية الفرنسية الرائدة في إنتاج الطماطم الكرزية، ما أدى إلى تصاعد التوترات بين الشركات الفرنسية والمغربية.
وتعمل مريم أبيكزر وإدريس بنهيمة على تهدئة هذه التوترات من خلال تعزيز العلاقات الثنائية بين الأطراف المعنية، وهو ما يمكن أن يسهم في تهدئة الوضع.
كما أشار الموقع إلى أن بنهيمة، الذي يمتلك علاقات واسعة بين باريس والرباط، قد ساهم في تقارب بين شركات فرنسية، مثل “إم جي أش إينرجي”، والشركة المغربية “بيتروم”، المتخصصة في النفط والغاز، والتي توصلت في أكتوبر 2024 إلى اتفاق قيمته 5 مليارات أورو في مجال الهيدروجين.
و تتمتع مريم أبيكزر بعلاقات قوية مع الوزارات المغربية وكذلك مع القصر الملكي، ما يعزز قدرتها على التأثير في السياسة الاقتصادية والتجارية.
وقد سبق لها تنظيم العديد من الفعاليات المهمة، مثل المعرض الدولي للفلاحة في المغرب ولقاء فاعلي قطاع الفواكه والخضروات في برلين، مما يمنحها موقعًا استراتيجيًا في مجال الدفاع عن مصالح الشركات المغربية في الخارج.
وفيما يتعلق بشركة “أزورا”، فقد تم تعيين عبير لمسفّر، المقربة من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في منصب المدير العام المساعد عام 2020، ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الشركة والحكومة المغربية، خاصة في سياق التعاون بين القطاع الخاص والحكومة في مجال الفلاحة.
و تواجه شركة “أزورا” تحديات كبيرة في مواجهة الانتقادات الأوروبية المتعلقة بتكاليف العمالة والممارسات البيئية.
ومع تصاعد التوترات مع المنافسين الفرنسيين، تسعى الشركة إلى تعزيز وجودها في الأسواق الأوروبية من خلال الاستعانة بأسماء بارزة في مجال الضغط السياسي والاستشاري مثل مريم أبيكزر وإدريس بنهيمة.
و في ظل هذه التحولات، تبقى “أزورا” في صلب الجدل بين المصالح السياسية والاقتصادية في كل من المغرب وأوروبا.