يو بي إس يحذر: سويسرا تواجه “أزمة هوية” تهدد مركزها المالي العالمي

أثار كولم كيليهر، رئيس مجلس إدارة بنك يو بي إس السويسري، جدلًا واسعًا حول مستقبل سويسرا كمركز مالي عالمي، مؤكّدًا أن البلاد تعيش ما وصفه بـ”أزمة هوية” قد تؤثر على مكانتها التاريخية في إدارة الثروات.
جاءت تصريحات كيليهر خلال مشاركته في قمة استثمارية في هونغ كونغ، حيث أشار إلى أن سويسرا تواجه منافسة متزايدة من مراكز مالية عالمية مثل هونغ كونغ وسنغافورة، ما يضع البلاد أمام تحدٍ كبير للحفاظ على مكانتها كواحدة من أبرز وجهات إدارة الثروات على مستوى العالم.
ولم يقتصر التحدي على القطاع المصرفي، بل امتد إلى صناعة الأدوية السويسرية، التي تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة محادثات تجارية حول التعريفات الجمركية، ما يهدد أحد أهم مصادر النمو الاقتصادي في البلاد.
كما انتقد كيليهر النهج التنظيمي الصارم في سويسرا، مشيرًا إلى أن السياسات الأمريكية توفر مرونة أكبر تتيح للنشاط الاقتصادي الابتكار والنمو، بينما قيود السلطات السويسرية قد تدفع بعض الأنشطة المالية نحو القطاع الموازي، مما قد يضعف قدرة البلاد التنافسية على المدى الطويل.
وحذر رئيس يو بي إس من أن استمرار هذا النهج قد يضعف مكانة سويسرا كمركز مالي موثوق، مشددًا على ضرورة إيجاد توازن بين الانضباط المالي والقدرة التنافسية لضمان مستقبل البنك والنظام المصرفي السويسري بأكمله.
في ضوء هذه التحديات، بدأت إدارة يو بي إس دراسة إمكانية نقل المقر الرئيسي للبنك إلى خارج سويسرا، بعد إعلان الحكومة السويسرية مقترحات لزيادة متطلبات رأس المال.
وتنص الإصلاحات المقترحة على رسملة فروع البنك الأجنبية بنسبة 100% بدلًا من 60% حاليًا، ما دفع البنك إلى النظر في لندن كموقع بديل محتمل لمقره الرئيسي، وفق تقارير وكالة “رويترز”.




