الأسهمالاقتصاديةبورصة نيويورك

وول ستريت تتحدى الأرقام الاقتصادية…مكاسب الأسهم تتصاعد رغم المؤشرات السلبية

على الرغم من تصاعد المؤشرات الاقتصادية السلبية في الولايات المتحدة، واصل وول ستريت تحقيق مكاسب قوية، ما يثير تساؤلات حول العوامل التي تدفع المستثمرين للاستمرار في الشراء وسط ارتفاع البطالة، وتراجع ثقة المستهلكين، وتصاعد العجز الفيدرالي.

يبدو أن الأسواق المالية تتجاهل بعض الإشارات الاقتصادية السلبية، مركزة على توقعات إيجابية للمستقبل.

أظهرت البيانات الرسمية أن الاقتصاد أضاف 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس، منخفضًا بشكل كبير عن التوقعات التي أشارت إلى 75 ألف وظيفة. في الوقت نفسه، ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ نحو أربع سنوات.

كما سجل مؤشر جامعة “ميشيغان” لتوقعات المستهلكين 55.4 نقطة في القراءة الأولية لشهر سبتمبر، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 4.8% عن أغسطس، مخالفًا التوقعات باستقراره.

شهد مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًا بنسبة 0.4% على أساس شهري و2.9% على أساس سنوي خلال أغسطس، وهو أعلى مستوى منذ يناير، متأثرًا بارتفاع تكاليف السفر والسيارات والملابس، مما يزيد من الضغوط على الأسر الأمريكية.

و رغم هذه المؤشرات الاقتصادية، ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بأكثر من 12% منذ بداية العام، مسجلاً مستويات قياسية خلال تعاملات الأسبوع الماضي. ويعزو الخبراء هذا الصعود جزئيًا إلى تراجع المخاوف بشأن الحرب التجارية، مما أعاد الثقة إلى المستثمرين وأسهم في استمرار الزخم.

و ترى “كلوديا ساهم”، كبيرة الاقتصاديين في “نيو سنشري أدفايزرز”، أن السوق تركز على الفرص المستقبلية أكثر من المؤشرات الحالية، معتبرة أن ضعف بعض البيانات لا يثني المستثمرين عن التفاؤل.

ويضيف “روب هاورث”، مدير استراتيجية الاستثمار في “يو إس بنك”، أن السوق ترى في هذه البيانات فرصة للمركزي الأمريكي لخفض الفائدة، وهو ما يعزز من جاذبية الأسهم.

تأثرت بشكل إيجابي القطاعات التي تعتمد على الاقتراض، مثل شركات البناء، التي سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في أسهمها خلال أغسطس. كما ارتفع مؤشر “راسل 2000” لأسهم الشركات الصغيرة بنسبة 5% خلال الشهر الماضي، مستفيدًا من التوقعات المرتبطة بتخفيض أسعار الفائدة.

تصدرت شركات التكنولوجيا مكاسب السوق، مدفوعة بموجة التفاؤل حول الذكاء الاصطناعي. وأوضح “روس مايفيلد”، استراتيجي الاستثمار في “بيرد برايفت ويلث مانجمنت”، أن تأثير قطاع الذكاء الاصطناعي على سوق الأسهم أصبح أكبر من مرونة الاقتصاد الكلي نفسه، مما يفسر ارتفاع أسهم التكنولوجيا بشكل لافت.

أشار محللو “جولدمان ساكس” إلى أن انخفاض قيمة الدولار منذ مطلع العام عزز قدرة شركات “إس آند بي 500” على التنافس دوليًا، ما انعكس إيجابًا على أرباحها، خصوصًا تلك التي تعتمد على التصدير.

و حذر مصرفا “مورغان ستانلي” و”جيه بي مورجان” من أن الزخم القياسي للأسهم الأمريكية قد يتعرض لتراجع مؤقت بعد خفض الفائدة المتوقع في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، ما يجعل الأسواق أمام مرحلة حرجة تتطلب متابعة دقيقة واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى