وزيرة العدل الأميركية تسقط التهم عن طبيب متهم بإتلاف لقاحات كوفيد

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والطبية الأميركية، أعلنت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي يوم السبت عن إسقاط جميع التهم الموجهة إلى الجراح التجميلي مايكل كيرك مور، الذي كان يحاكم بتهم تتعلق بتدمير لقاحات كوفيد-19 وتوزيع شهادات تطعيم مزيفة.
القرار، الذي جاء بعد أيام فقط من انطلاق المحاكمة الفدرالية للطبيب في مدينة سولت ليك سيتي، اعتُبر على نطاق واسع إشارة جديدة إلى الدعم المتزايد الذي تمنحه إدارة الرئيس دونالد ترامب لحركة المشككين في اللقاحات، والتي برزت بقوة خلال فترة الجائحة.
وكانت وزارة العدل قد وجهت في عام 2023 اتهامات إلى مور وثلاثة متعاونين معه بتدبير عملية احتيال ضد الحكومة الأميركية، تتضمن إتلاف لقاحات تزيد قيمتها عن 28 ألف دولار، وتوزيع قرابة ألفي بطاقة تطعيم مزورة مقابل مبالغ مالية.
كما اتُّهم مور بحقن أطفال بمحلول ملحي بناءً على طلب ذويهم لإيهامهم بأنهم تلقوا اللقاح.
وقد واجه مور عقوبة سجن طويلة الأمد، قبل أن تتدخل بوندي وتعلن إنهاء المتابعة القضائية، مستشهدة بأن الطبيب “منح مرضاه خياراً عندما فشلت الحكومة الفدرالية في ذلك”، بحسب منشور لها على منصة “إكس”.
وتزايد الضغط السياسي لإسقاط التهم بعد أن طالبت النائبة الجمهورية المتطرفة مارجوري تايلور غرين الوزيرة بالتدخل، في حين أثنى السيناتور مايك لي على القرار، معتبراً إياه انتصاراً للحرية الفردية.
في سياق موازٍ، تواجه بوندي نفسها انتقادات بسبب إدارتها السابقة لملف التحقيق في قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، وهو ما زاد من حدة التوتر السياسي حول قراراتها الأخيرة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه إدارة ترامب في إعادة رسم ملامح السياسة الصحية الأميركية، حيث عيّن الرئيس الجمهوري مؤخراً الناشط المعروف بمعارضته للقاحات، روبرت كينيدي جونيور، وزيراً للصحة، وهو الذي اعتبر الطبيب مور “بطلاً” ووصفه بأنه “يستحق وسام شجاعة”.
وفي تطور آخر مثير للجدل، أعلن كينيدي في مايو أن الحكومة الفدرالية لن توصي بعد الآن بتلقيح الأطفال والنساء الحوامل ضد كوفيد-19، مما أثار موجة من الانتقادات من المؤسسات الصحية.
و يُشار إلى أن كينيدي متهم بنشر معلومات مضللة بشأن فعالية اللقاحات، بما في ذلك لقاح الحصبة، رغم تفشي المرض في الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق منذ ثلاثة عقود.
الجدل المستمر يعكس مدى تعمق الانقسام السياسي في الولايات المتحدة حول اللقاحات، وسط تصاعد تأثير التيارات المناهضة للتطعيم داخل صفوف صانعي القرار.