وزيرة السياحة: ارتفاع الأسعار الصيفية لا يوقف إقبال المغاربة على الوجهات المحلية

في ظل الانتعاش الذي يشهده القطاع السياحي، برزت السياحة الداخلية كإحدى الركائز الأساسية للنمو، حيث تشهد إقبالاً متزايداً من المواطنين المغاربة، ما يعكس تحسناً ملحوظاً في توجهات السفر داخل الوطن.
فقد أكدت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن عدد ليالي المبيت بالفنادق المصنفة بلغ 8.5 ملايين ليلة خلال سنة 2024، وهو ما يمثل 30% من إجمالي ليالي المبيت، كما سجلت الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية أزيد من 2 مليون ليلة، بنسبة نمو وصلت إلى 4%.
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، شددت عمور على أن خارطة الطريق الوطنية للسياحة أعطت أولوية خاصة للسياحة الداخلية، من خلال تطوير عرض سياحي متنوع يرتكز على محورين أساسيين: السياحة الشاطئية وسياحة الفضاءات الطبيعية.
كما تضمنت الخطة إطلاق خطوط جوية داخلية جديدة لربط المناطق المعزولة، وتشجيع الاستثمار في العروض الأكثر طلباً لدى المغاربة، إلى جانب دعم وتسويق المنتوج السياحي الوطني.
أما بخصوص غلاء الأسعار خلال موسم الصيف، خصوصاً في الوجهات الساحلية، فقد أقرت الوزيرة بوجود اختلال بين العرض والطلب، ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.
وبيّنت أن الوزارة بصدد تنفيذ إجراءات لتنويع العرض السياحي وتوزيع الطلب على مدار السنة، مشيرة إلى أن القانون الجديد المتعلق بتنظيم المؤسسات السياحية سيمكن من تقديم خدمات ذات جودة وبأسعار معقولة.
وعن أداء القطاع خلال 2024، قالت عمور إن السياحة المغربية حققت نتائج استثنائية تجاوزت التوقعات، وذلك بفضل تفعيل المخطط الاستعجالي الذي خصصت له الحكومة 2 مليار درهم، ما مكّن المهنيين من استئناف نشاطهم بسرعة بعد أزمة “كوفيد-19”.
كما أشارت الوزيرة إلى أن خارطة الطريق للفترة 2023-2026، المرصود لها غلاف مالي قدره 6.1 مليارات درهم، ترتكز على تطوير تجربة السائح، عبر تسع سلاسل موضوعاتية وخمس سلاسل أفقية، مما يتيح توزيعاً عادلاً للعروض السياحية حسب خصوصيات كل جهة.
وقد انعكس ذلك على المؤشرات، حيث استقبل المغرب 5.7 ملايين سائح حتى نهاية أبريل، بزيادة قدرها 23% مقارنة بالفترة نفسها من 2023، كما سجلت الفنادق أزيد من 9 ملايين ليلة مبيت، بارتفاع 15%، وحققت السياحة مداخيل بلغت 34.4 مليار درهم من العملة الصعبة، بزيادة 7.5%.
وعلى المستوى الدولي، أكدت عمور أن الحملات الترويجية التي أطلقتها الوزارة تحت شعار “المغرب، أرض الأنوار” في أكثر من 20 سوقاً عالمياً، حققت صدى واسعاً. كما تم تعزيز الترويج الرقمي عبر المنصات الاجتماعية، إلى جانب رفع الطاقة الاستيعابية للرحلات الجوية إلى 11.4 مليون مقعد خلال 2024.