وزارة الصحة تفتح باب الدكتوراه في التمريض… وغضب في صفوف الأساتذة الجامعيين

في خطوة وُصفت بأنها تحول أكاديمي غير مسبوق في مجال التكوين الصحي، تستعد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لإطلاق سلك الدكتوراه واعتماد مسار الماستر بشكل نهائي داخل المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة (ISPITS)، ابتداءً من الموسم الجامعي 2025-2026.

الخطوة التي تهدف إلى الارتقاء بالتكوين الصحي إلى مستوى البحث العلمي المتقدم، كشفت عنها وثيقة رسمية صادرة عن مديرية الموارد البشرية بالوزارة، تضمنت دعوة إلى اجتماع تنسيقي يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، موجه إلى مديري المعاهد المعنية، من أجل وضع آليات تنفيذ هذه البرامج الجديدة.

وحسب الوثيقة، سيركز الاجتماع على تحديد طرق إرساء سلك الدكتوراه وضمان دمجه في منظومة التكوين الصحي، بما يتيح للطلبة الانخراط في البحث العلمي المتخصص، إلى جانب استعراض تقدم اعتماد سلك الماستر في مختلف معاهد المملكة. كما ستتم مناقشة ملفات مرتبطة بالتدبير الإداري والمالي، من بينها التعويضات عن العطل والساعات الإضافية لفائدة الأطر العاملة في هذه المؤسسات.

غير أن هذه الخطوة الطموحة لم تمر دون إثارة الجدل، إذ عبر عدد من الأساتذة الجامعيين المنتمين للنقابة الوطنية للتعليم العالي عن استغرابهم من تولي مدير الموارد البشرية في الوزارة مهمة الإشراف على مشروع أكاديمي من هذا الحجم، معتبرين أنه “لا يملك الصفة الأكاديمية ولا يحمل شهادة الدكتوراه التي تخوله الخوض في هذا النوع من الملفات”.

وحذر الأساتذة من أن يتم التعامل مع سلك الدكتوراه بطريقة بيروقراطية أو انتقائية، قد تُفرغ المشروع من مضمونه العلمي، مشيرين إلى ضرورة احترام المعايير الجامعية المعمول بها في مؤسسات التعليم العالي.

وفي انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع المرتقب، يرى مراقبون أن هذه المبادرة تمثل محطة مفصلية في تطوير الكفاءات الصحية بالمغرب، لكنها تطرح في الوقت نفسه تحديات تتعلق بضمان جودة التكوين واستقلالية المسار الأكاديمي داخل مؤسسات وزارة الصحة.