كشف المستثمر الأمريكي وارن بافت عن خطته لتسريع تحويل جزء من ثروته التي تبلغ نحو 149 مليار دولار إلى المؤسسات الخيرية التي أسسها أبناؤه، مع اقتراب موعد تنحيه عن إدارة شركة “بيركشاير هاثاواي”.
وفي خطاب سنوي بمناسبة عيد الشكر يوم الإثنين، أوضح بافت أن هذه الخطوة تهدف إلى تمكين أبنائه من إدارة واستثمار معظم الثروة قبل أن يتولى أوصياء بديلون إدارتها، مؤكداً أن ذلك لا يعكس أي تغيير في رؤيته لمستقبل الشركة، التي سيتولى قيادتها خليفته “جريج أبيل”.
وأضاف المستثمر البالغ 95 عاماً أن نيته الاحتفاظ بعدد كبير من الأسهم الممتازة تهدف إلى منح المساهمين الثقة بنفس الطريقة التي شعر بها هو وشريكه الراحل “تشارلي مونجر”.
كما أشار إلى حالته الصحية قائلاً: “أتحرك ببطء وأقرأ بصعوبة، لكنني أشعر بحالة جيدة وأتواجد في المكتب خمسة أيام أسبوعياً للعمل مع فريق رائع”.
منذ أن تولى إدارة “بيركشاير” في عام 1965، حوّل بافت الشركة من مصنع نسيج متعثر إلى إمبراطورية استثمارية تقدر قيمتها بتريليون دولار، تشمل التأمين، والسكك الحديدية، والمرافق، والعلامات التجارية الاستهلاكية.
وأكد بافت أن الشركة صُممت لتحمّل معظم الظروف الاقتصادية، مشيراً إلى احتفاظها بسيولة قياسية بلغت 381.6 مليار دولار في نهاية سبتمبر الماضي، واعتمادها استراتيجية حذرة للاستثمار وبيع الأسهم على مدار 12 ربعاً متتالياً.
ورغم قوة الشركة، أقر بافت بأن حجم “بيركشاير” الكبير يمثل تحدياً، موضحاً: “على مدى عقد أو عقدين، ستكون هناك شركات أفضل أداءً من بيركشاير؛ حجمنا له تأثيره”. كما أشار إلى أن سعر السهم قد يشهد تقلبات كبيرة تصل أحياناً إلى انخفاض 50% كما حدث ثلاث مرات خلال 60 عاماً، لكنه طمأن المستثمرين بأن الاقتصاد الأمريكي وسهم الشركة سيستعيدان النمو.
ويستمر بافت في إصدار خطاب عيد الشكر السنوي، في أول تواصل كبير له مع المساهمين منذ الإعلان عن خطة تنحيه، بينما يتولى “جريج أبيل” مسؤولية كتابة الخطاب السنوي للمساهمين مستقبلاً.
