الاقتصادية

هل يستطيع التنين الصيني الصمود أمام تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية؟

يسعى الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى إعادة صياغة النظام التجاري العالمي الذي تهيمن عليه الصين حاليًا. لم تقتصر سياسته على فرض رسوم جمركية شاملة فقط، بل هدد بفرض تعريفات إضافية على البضائع الصينية إذا لم تتراجع بكين عن فرض رسوم انتقامية.

السؤال الآن: هل ستتمكن الصين من الصمود أمام هذه الضغوط؟

مع جولات متتالية من الرسوم الجمركية التي فرضها “ترامب”، بالإضافة إلى تدابير أخرى، وصل معدل التعريفات على البضائع الصينية إلى نحو 65%.

وإذا تم تنفيذ التعريفات الإضافية بنسبة 50%، قد يصل المعدل إلى 115%. ورغم هذه التحديات، لا تزال الصين تبدو واثقة من قدرتها على التحمل ولا تظهر عليها أي علامات على الذعر.

ردًا على السياسات الأمريكية، فرضت الصين رسومًا بنسبة 34% على الواردات الأمريكية، معلنة بذلك للعالم استعدادها لخوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة، رغم استمرارها في الدعوة للحوار والتفاوض.

آراء وتحليلات

المحلل

التوضيح

“كريج سينجلتون” الزميل البارز في منظمة الدفاع عن الديمقراطيات

“ترامب” و”شي” عالقان في مفارقة من الضغط والكبرياء.

تكمن المعضلة في أنه إذا رفض “شي” التدخل، سيتصاعد الضغط، وإذا تدخل في وقت مبكر، فد يظهر في موقع ضعيف.

“هي بين” الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية

يرى أن الإجراءات المضادة التي اتخذتها بكين خاطئة تمامًا، موضحًا أن أمريكا تلحق الضرر بنفسها بالتعريفات ولا ينبغي للصين أن تفعل المثل، بل أن الرد الصحيح هو فرض تعريفات صفرية على واردات كافة الدول.

“وو شينبو” مدير مركز الدراسات الأمريكية بجامعة “فودان” في شنغهاي

نعتقد أنه قبل أن نتمكن من التفاوض على اتفاق، علينا خوض المعركة، لأن الطرف الآخر يريد القتال.

“لي سو آن” الزميلة البارزة بمعهد “آي إس إي إيه إس-يوسف إسحاق”

ترى أنه سيكون من الأصعب على الصين التعامل مع الإجراءات الحمائية غير المباشرة التي ستتخذها الاقتصادات الأخرى لحماية صناعاتها من التدفق المتوقع للسلع الصينية الأرخص مع تقلص الطلب على سلعها في أمريكا.

“تشيوو تشن” أستاذ المالية بكلية إدارة الأعمال بجامعة “هونج كونج”

في النهاية، يصبح الأمر مجرد لعبة حول أي دولة يمكنها بالفعل إدارة سكانها بصورة أكثر فعالية لإدارة العواقب الاقتصادية المترتبة على هذه الحرب التجارية.

 

على الرغم من الآلام الناتجة عن هذه الرسوم، أرسل القادة الصينيون رسالة قوية مفادها أن بكين مستعدة لتلك الحرب التجارية وأنها قد تخرج منها أقوى.

فقد أكدت وسائل الإعلام الرسمية التابعة للحزب الشيوعي الصيني أن الصين قد تكون أكثر قوة بعد هذه التجربة الصعبة.

تبدو الصين أكثر استعدادًا لهذه المواجهة التجارية مقارنة بالحرب الأولى التي خاضتها مع “ترامب”، فقد نجحت في تنويع شبكة شركائها التجاريين وتقليل اعتمادها على السوق الأمريكية.

264430a3 a850 42d0 a2b2 7dbeabaceb4b Detafour

و في عام 2024، شكلت الصادرات إلى أمريكا أقل من 15% من إجمالي صادرات الصين مقارنة بـ 19% في عام 2017.

وفي حال تفاقمت التوترات، لدى الصين العديد من الأدوات لمواجهة التعريفات، مثل السماح بضعف قيمة اليوان، أو تشديد ضوابط التصدير على المعادن الأساسية، أو حتى زيادة الضغط على الشركات الأمريكية العاملة في الصين.

علاوة على ذلك، تسعى الصين إلى تعزيز استهلاكها المحلي لتحفيز الاقتصاد، كما تسعى لتوسيع علاقاتها الدبلوماسية من خلال بناء شراكات اقتصادية أقوى مع دول أخرى.

البند

التوضيح

مقارنة بين الاقتصادين

– يقل حجم اقتصاد الصين عن ثلثي حجم نظيره الأمريكي الذي بلغ في 2024 حوالي 29.2 تريليون دولار.

الوضع التجاري

– تصدر الصين للولايات المتحدة سلعًا تعادل ثلاثة أضعاف ما تستورده بقيمة 160 مليار دولار تقريبًا.

– وبالتالي فإن الرد بفرض رسوم جمركية وضوابط تصدير قد لا يكون فعالًا للغاية.

 

نائب وزير المالية الصيني، “لياو مين”، أشار إلى استعداد الصين للعمل مع الاتحاد الأوروبي للدفاع عن النظام التجاري العالمي، وقد تم طرح مبادرات مماثلة لتوسيع التعاون مع كندا.

منذ عودة “ترامب” إلى البيت الأبيض، لم يتواصل مع الرئيس الصيني “شي جين بينغ”، وهي أطول فترة تمر دون اتصال بين رئيسين أمريكي وصيني منذ 20 عامًا.

علاوة على ذلك، سعت الولايات المتحدة إلى شراء جزء من تطبيق “تيك توك” الصيني، لكن الصين قد ترفض هذه الصفقة، ما يضيف مزيدًا من التوتر في العلاقات بين البلدين.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى