هل ساعدت تخفيضات الفائدة من الفيدرالي في تخفيف أعباء المعيشة على الأمريكيين؟
في شتنبر الماضي، بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة من خفض أسعار الفائدة، متأثراً بهدوء الضغوط التضخمية.
وفي اجتماع يناير الأخير، قرر البنك تثبيت تكاليف الاقتراض تجنباً لاحتمالية ارتفاع الأسعار مجدداً. لكن، هل أسهمت هذه السياسات في تخفيف العبء المالي عن الأسر الأمريكية؟
أظهر استطلاع حديث أجرته “مورننج كونسلت” أن حوالي 62% من المشاركين يعتقدون أن أسعار الفائدة لا تزال مرتفعة للغاية. كما أفاد 82% من جيل الألفية أن هذه الفائدة تؤثر سلباً على تكاليف معيشة أسرهم، مقارنة بـ 75% من البالغين بشكل عام.
وفي تعليق لها، قالت “صوفيا بيج”، الخبيرة الاقتصادية لدى “مورننج كونسلت”، إن قرارات السياسة النقدية تستغرق وقتًا للوصول إلى الاقتصاد بشكل كامل، ويحتاج المستهلك إلى وقت أطول ليشعر بتأثير هذه السياسات.
وأضافت أن جيل الألفية هو الأكثر استعدادًا للاقتراض في الوقت الراهن، كونه الفئة الأكثر مسؤولية عن الإنفاق على المنازل والسيارات.
في الحقيقة، لم تُترجم التخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة بشكل ملحوظ إلى انخفاض في أسعار السلع والخدمات الأساسية، نظراً لأن نطاق التيسير لم يكن كبيراً، حيث بلغ إجمالي التخفيضات 1% فقط.
بالإضافة إلى ذلك، لا تؤثر التخفيضات على سعر الفائدة الرئيسي بنفس الدرجة على أسعار الفائدة في السوق.
ترتبط أسعار الفائدة على الرهن العقاري بعوائد الديون السيادية طويلة الأجل، حيث سجل عائد سندات الخزانة العشرية 4.533% في 29 يناير، مرتفعًا من 3.715% في شتنبر .
هذا أدى إلى زيادة سعر الفائدة على الرهن العقاري الثابت لأجل 30 عامًا إلى حوالي 7% حالياً، مقارنة بـ 6% في شتنبر .
على غرار الرهن العقاري، تتأثر أسعار الفائدة على قروض السيارات بعوائد الديون طويلة الأجل. ورغم انخفاض الفائدة إلى 6.8% في الربع الأخير من 2024 مقارنة بـ 7.4% قبل عام، ارتفع متوسط القسط الشهري لقرض السيارة إلى 754 دولارًا من 739 دولارًا، بسبب زيادة أسعار المركبات.
تتبع أسعار الفائدة على ديون بطاقات الائتمان بشكل وثيق سعر الفائدة الرئيسي للفيدرالي، لكنها عادة ما تكون أعلى بمقدار 3%. كما تضيف البنوك هامش ربح يتراوح بين 12% و13%.
ورغم انخفاض هذه الفائدة بشكل طفيف منذ بدء الفيدرالي التيسير النقدي، فإن الفارق لم يكن كبيرًا، مما يحد من تأثيره على تشجيع المستهلكين على الاقتراض، خاصة مع ارتفاع أرصدة ديون بطاقات الائتمان.
تسبب خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في تراجع العوائد التي يحصل عليها الأفراد من إيداع مدخراتهم في حسابات توفير مصرفية أو صناديق لأسواق المال، مما أدى إلى اتساع الفارق بين عوائد المدخرات وتكاليف القروض الأخرى التي تتحملها الأسر الأمريكية.
لا تستجيب جميع أسعار الفائدة في السوق لقرارات السياسة النقدية بنفس السرعة أو الدرجة. ومع بدء الفيدرالي التيسير النقدي، تراجعت أسعار الفائدة على الأوعية الادخارية، مما أثر سلبًا على ميزانيات الأسر.
في المقابل، ارتفعت أعباء الديون العقارية وقروض السيارات بسبب ارتباطها بأسواق السندات طويلة الأجل وأسعار المركبات، مع انخفاض طفيف في أسعار ديون بطاقات الائتمان.