هدنة تجارية محتملة بين واشنطن وبكين وسط مفاوضات مكثفة وتحركات دولية

ألمح وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك إلى أن تمديد الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يومًا هو السيناريو الأكثر ترجيحًا، في ظل المحادثات الجارية حاليًا بين البلدين في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” يوم الإثنين، قال لوتنيك تعليقًا على احتمال الإبقاء على اتفاق التعرفة الجمركية بين الطرفين:
“هل هذا محتمل؟ بالتأكيد، يبدو كذلك. لكن في النهاية، القرار يعود للرئيس ترامب.”
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، إذ بدأت جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث يقود الوفد الصيني نائب رئيس الوزراء خي ليفينغ، بينما يرأس الوفد الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت.
وكانت جولات التفاوض السابقة قد نجحت في تهدئة التوترات عبر خطوات تشمل تقليص الرسوم الانتقامية وتخفيف القيود على بعض التقنيات والمعادن النادرة، وهي إجراءات ساهمت في استقرار الأسواق، رغم مضي ترامب في تنفيذ أجندته الحمائية.
ومن المقرر أن تنتهي صلاحية اتفاق الهدنة الحالي في 12 غشت ، ما دفع الطرفين إلى تكثيف الحوار من أجل التوصل إلى تمديد يتيح معالجة ملفات شائكة، من بينها الرسوم المفروضة على المنتجات المرتبطة باتجار الفنتانيل، إضافة إلى المخاوف الأمريكية بشأن مشتريات الصين من النفط الروسي والإيراني الخاضع للعقوبات.
وفي موازاة ذلك، تستعد واشنطن لتطبيق “رسوم متبادلة” على عشرات الدول بدءًا من 1 أغسطس، في خطوة هددت بزعزعة العلاقات التجارية العالمية.
وكان الرئيس ترامب قد كشف عن هذه الخطوة في أبريل، قبل أن يجمّدها مؤقتًا لإفساح المجال أمام التفاوض، لكنه بدأ مؤخرًا بإرسال إشعارات رسمية للدول التي لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق، ملوحًا برسوم قد تتراوح بين 15% و20%.
وقال لوتنيك إن الرئيس ما زال منفتحًا على إبرام اتفاقات حتى مع اقتراب المهلة النهائية، مضيفًا:
“ترامب يمتلك كل الأوراق الآن. هو من سيحدد معدل الرسوم، وحجم انفتاح أسواق هذه الدول. سنُجري مراجعة هذا الأسبوع، وسيتخذ قرارات شاملة بحلول نهايته.”
وأشار إلى أن اليابان نجحت بالفعل في التفاوض على خفض الرسوم المقترحة من 25% إلى 15% على صادراتها، مقابل إنشاء صندوق استثماري بقيمة 550 مليار دولار داخل الولايات المتحدة.
كما تسعى كوريا الجنوبية للتوصل إلى اتفاق مماثل، وتشير التقارير إلى أن مفاوضين كوريين سافروا إلى اسكتلندا، حيث يتواجد ترامب، للاجتماع مع كبار المسؤولين التجاريين الأميركيين.
وختم لوتنيك بالقول:
“هذه الوفود تبذل جهدًا كبيرًا للوصول إلى تسويات، وهذا يعكس مدى حرصها على الاحتفاظ بعلاقات تجارية مرنة مع الولايات المتحدة.”
تظل الأيام القليلة المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل السياسة التجارية الأمريكية، سواء تجاه الصين أو باقي الشركاء الدوليين.