هبوط اليورو أمام صعود الدولار بعد حكم محكمة أمريكية يُبطل رسوم ترامب الجمركية

واصل اليورو خسائره أمام الدولار الأمريكي خلال تعاملات الخميس، متراجعًا لليوم الثالث على التوالي ليسجل أدنى مستوياته في نحو أسبوعين، متأثرًا بزيادة الطلب على العملة الأمريكية عقب قرار قضائي أمريكي بشأن التجارة الدولية.
جاء ارتفاع الدولار في أعقاب صدور حكم من محكمة التجارة الدولية في مانهاتن يقضي بعدم شرعية الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على واردات من بعض الدول.
أوضحت المحكمة أن ترامب تجاوز صلاحياته بموجب “قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية (IEEPA)”، حيث لا يمتلك الحق في فرض رسوم جمركية واسعة النطاق بشكل أحادي دون الرجوع إلى الكونغرس.
ورأت المحكمة أن إعلان حالة الطوارئ الاقتصادية لا يفي بالشروط القانونية الكافية، مما يُعد تعديًا على صلاحيات السلطة التشريعية في تنظيم التجارة الدولية.
القرار اعتُبر انتصارًا قانونيًا للولايات والدول التي طعنت في تلك الرسوم، وأعاد التأكيد على أهمية الفصل بين السلطات.
انخفض اليورو أمام الدولار بنسبة 0.7% ليُتداول عند 1.1210 دولار، وهو أدنى مستوى للعملة الأوروبية منذ 19 مايو، مقارنة بسعر افتتاح اليوم البالغ 1.1291 دولار، بعد أن لامس أعلى مستوى له عند 1.1297 دولار.
وكانت العملة الموحدة قد أنهت تداولات الأربعاء أيضًا على تراجع بنسبة 0.1%، في ثاني خسارة يومية متتالية، نتيجة عمليات تصحيح وجني أرباح بعد صعودها سابقًا إلى أعلى مستوياتها في أربعة أسابيع عند 1.1419 دولار.
يأتي تراجع اليورو وسط انقسام واضح في التوقعات بشأن السياسة النقدية الأوروبية، حيث أدت البيانات المرتفعة للتضخم والتصريحات المتشددة من بعض المسؤولين إلى تأجيل الحسم بشأن إمكانية خفض الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في يونيو المقبل.
وينتظر المستثمرون صدور بيانات أسعار المستهلكين في ألمانيا وإسبانيا يوم الجمعة، والتي من المتوقع أن تلعب دورًا حاسمًا في توجيه قرار البنك بشأن الفائدة.
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات العالمية، بأكثر من 1.0% ليصل إلى 100.54 نقطة، وهو أعلى مستوى له في أسبوعين.
ويعكس هذا الصعود القوي ثقة الأسواق المتزايدة في الدولار كملاذ آمن، خاصة بعد تطورات المشهد القانوني والسياسي المرتبط بسياسات التجارة الأمريكية.