هبوط الين الياباني لأدنى مستوى في أسبوعين وسط ارتياح الأسواق لوقف رسوم ترامب الجمركية
سجل الين الياباني تراجعاً واسعاً في تعاملات السوق الآسيوية اليوم الخميس، ليواصل خسائره لليوم الرابع على التوالي أمام الدولار الأمريكي، ويبلغ أدنى مستوياته منذ منتصف مايو، مع تصاعد شهية المخاطرة في الأسواق وتراجع الإقبال على أصول الملاذ الآمن.
يأتي هذا الانخفاض الحاد مدفوعاً بقرار محكمة التجارة الدولية الأمريكية بإلغاء الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، معتبرة إياها غير قانونية، ما ساهم في تهدئة التوترات التجارية وتحفيز الإقبال على الأصول ذات العائد الأعلى.
تزايد الضغط على العملة اليابانية أيضاً بفعل نتائج قوية أعلنتها شركة “إنفيديا” الأمريكية، والتي تجاوزت التوقعات في أرباح الربع الأول من العام، وقدّمت توقعات إيجابية للربع الثاني رغم استمرار قيود التصدير إلى الصين. هذا الأداء عزز من ثقة المستثمرين ودفعهم للابتعاد عن الأصول الدفاعية مثل الين.
و ارتفع سعر صرف الدولار أمام الين بنسبة تتجاوز 1.0% ليصل إلى 146.29 ين، وهو أعلى مستوى منذ 15 مايو، مقارنة بسعر افتتاح اليوم عند 144.82 ين، فيما سجل أدنى مستوى خلال اليوم عند 144.74 ين.
وكان الين قد خسر يوم الأربعاء 0.35% أمام الدولار، في ثالث تراجع يومي متتالٍ، مدفوعاً بانحسار المخاوف من ركود اقتصادي أمريكي واستقرار سوق السندات العالمية.
قضت محكمة التجارة الدولية في مانهاتن بأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب على عدد من الواردات خالفت قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية (IEEPA).
وأوضحت هيئة القضاة الثلاثة أن الرئيس لا يمتلك صلاحية فرض رسوم جمركية واسعة النطاق استناداً إلى هذا القانون، وأن إعلان حالة الطوارئ الاقتصادية لا يبرر هذا الإجراء.
كما شدّدت المحكمة على أن تلك الرسوم تمثل تعدياً على صلاحيات الكونغرس الحصرية في تنظيم التجارة الدولية، مما يشكّل سابقة قانونية مهمة تحدّ من صلاحيات السلطة التنفيذية في مجال السياسات التجارية.
انعكست هذه التطورات على الأسواق العالمية بوضوح، حيث عزز قرار المحكمة من التفاؤل التجاري، وقلص الإقبال على الين الياباني كملاذ آمن، ليدفعه نحو المزيد من التراجع في ظل مؤشرات على تحسن شهية المخاطرة وارتفاع أداء الشركات الكبرى.
