شهد سوق العملات الرقمية مؤخرًا موجة بيع حادة، تصدرتها عملة إيثريوم التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها خلال شهرين، متداولة دون 3900 دولار.
هذا الانخفاض المفاجئ أثار قلق المستثمرين، وسط توقعات بأن السعر قد يمتد للانخفاض حتى حدود 3500 دولار قبل أي محاولة للارتداد.
جاءت موجة التراجع وسط عمليات تصفية بقيمة مليار دولار في السوق الرقمية، وكانت الإيثريوم الأكثر تأثرًا، بخسائر بلغت 312 مليون دولار، أغلبها من مراكز شراء طويلة.
هذا الهبوط كشف هشاشة السوق أمام التحركات البيعية الكبيرة، خصوصًا مع تزايد المخاوف الاقتصادية وعمليات التخارج المؤسسية.
أضافت عمليات البيع من قبل المؤسسات ضغطًا إضافيًا، حيث كشفت تقارير عن قيام بلاك روك ببيع 25.6 مليون دولار من الإيثريوم، ما أثار تساؤلات حول مستقبل الاستثمار المؤسسي في ثاني أكبر عملة رقمية.
كما أظهرت بيانات سوق الخيارات ارتفاع الطلب على عقود البيع، في مؤشر واضح على توقعات المتداولين بمزيد من الانخفاض.
يرى المحلل تيد بيلوز أن تحركات الإيثريوم الحالية تشبه دورة بيتكوين 2020، حين هبطت بنسبة 25%-30% بعد كسر مستوى 20 ألف دولار، مشيرًا إلى احتمال انخفاض الإيثريوم بنسبة إضافية تتراوح بين 10%-15% إذا لم تصمد مستويات الدعم الحالية.
ويعتبر مستوى 3800 دولار نقطة دعم رئيسية للمتداولين، قد تحدد اتجاه الإيثريوم قصير الأمد. إذا تمسك السعر بهذا المستوى، قد يتيح ذلك فرصة لتعافي تدريجي، أما في حال كسره، فالتوقعات تشير إلى وصول السعر إلى 3500 دولار قبل أن يجد أرضية صلبة.
رغم التراجعات، تبقى الأساسيات الخاصة بالإيثريوم قوية، مع استمرار اهتمام المؤسسات الكبرى بالمشروع، ونمو شبكة الإيثريوم بشكل متسارع.
ويشير بعض المحللين، مثل فريق “ذا هاوس أوف كريبتو”، إلى احتمال صعود الإيثريوم إلى 6998 دولار إذا نجح في اختراق مستويات المقاومة الفنية على الرسم البياني الأسبوعي.
التركيز الحالي للمتداولين ينصب على قدرة الإيثريوم على الدفاع عن مستوى 3800 دولار. الحفاظ على هذا المستوى قد يعيد الثقة للسوق ويطلق زخمًا صعوديًا جديدًا، بينما كسره سيجعل الطريق مفتوحًا نحو 3500 دولار، مما يضع الإيثريوم في دائرة المخاطر حتى إشعار آخر.
