رفعت مؤسسة تي دي كاوين توقعاتها لأسعار النحاس لعام 2026 إلى 5.25 دولار للرطل، ارتفاعاً من تقديرها السابق البالغ 4.40 دولار، مشيرةً إلى أن السوق يتجه نحو دورة ارتفاع حادة في ظل اختناقات الإمدادات العالمية وتزايد الطلب الصناعي.
وأوضح تقرير المؤسسة أن أسواق النحاس تمرّ بمرحلة ضغط استثنائية بسبب توقف الإنتاج في عدد من المناجم الكبرى حول العالم، ما تسبب في فقدان نحو 5% من الإمدادات العالمية.
وكان حادث الانهيار الطيني في منجم “غراسبرغ” الإندونيسي خلال سبتمبر من أبرز الأسباب وراء تراجع المعروض، إذ أدى إلى توقف العمليات وإعلان شركة فريبورت حالة القوة القاهرة، مع خسائر متوقعة بنحو 200 ألف طن في الربع الأخير من 2025 و270 ألف طن إضافية في 2026.
كما ساهمت حوادث أخرى مثل الزلازل التي أثرت على منجم “كاماوا كاكولا” في الكونغو، والصعوبات التشغيلية في منجم “كويبرادا بلانكا (QB)” في تشيلي، بالإضافة إلى الانهيار في منجم “إل تينيينتي”، في تقليص الإمدادات بنسبة إضافية تُقدّر بنحو 2%.
وفي الوقت نفسه، تتداول أسعار النحاس حالياً بين 4.90 و5.20 دولار للرطل، وهو نطاق قريب من أعلى مستوياتها التاريخية، بينما تتوقع تي دي كاوين أن يشهد السوق عجزاً يصل إلى 222 ألف طن في عام 2026، مرجحة أن يكون العجز الحقيقي أكبر من هذا الرقم.
وأشار التقرير إلى أن نقص الاستثمارات في تطوير المناجم الجديدة وتراجع الإنتاج في المناجم القديمة يشكلان عاملين رئيسيين وراء استمرار الضغوط على المعروض، مما يجعل ارتفاع الأسعار ضرورة اقتصادية لتحفيز مشاريع التعدين الجديدة وتلبية الطلب المتزايد، خصوصاً من قطاعات الطاقة النظيفة، مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وشبكات الكهرباء.
كما أوضحت المؤسسة أن الطلب العالمي على النحاس تجاوز التوقعات خلال العام الحالي، مدعوماً بزيادة النشاط الصناعي في الصين، حيث رفعت مؤسسة وود ماكنزي تقديراتها لنمو الطلب إلى 3.7%.
وفي ختام التقرير، أشارت تي دي كاوين إلى أن الولايات المتحدة تعمل حالياً على تأمين مصادر جديدة للنحاس لضمان استدامة سلاسل الإمداد ومواكبة احتياجاتها الصناعية المستقبلية في ظل التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتقنيات المتقدمة.
