نزار بركة : 2 مليون مواطن هاجروا الريف نحو المدن خلال عقد الاخير

أطلق وزير الماء والتجهيز، نزار بركة، ناقوس الخطر بشأن فعالية الاستثمارات الضخمة الموجهة للنهوض بالعالم القروي، رغم إعلانه عن ضخ الحكومة نحو 55 مليار درهم في “صندوق التنمية القروية” لتحسين جودة الحياة في الأرياف المغربية.
جاءت تصريحات بركة خلال جلسة استماع أمام مجلس المستشارين يوم الثلاثاء، حيث أكد أن التحدي الجوهري لا يكمن في حجم المبالغ المرصودة، بل في “محدودية تأثير هذه الاستثمارات على المواطنين بشكل ملموس”.
في سياق متصل، كشف الوزير عن تداعيات خطيرة لموجة الجفاف الحاد، مشيراً إلى أنها ساهمت بشكل مباشر في تسريع وتيرة الهجرة القروية.
وأوضح بركة أن ما يقارب مليوني مغربي غادروا مناطقهم الريفية نحو المراكز الحضرية خلال العقد الأخير وحده، وهو ما يفرض مراجعة جذرية للسياسات المتبعة.
لم يتردد نزار بركة في توجيه انتقاد لطريقة مقاربة بعض البرلمانيين لقضايا الريف، مؤكداً على ضرورة تبني “منطق جديد” للتنمية.
وشدد المسؤول الحكومي على أهمية التنمية المتكاملة التي “تجمع بين الطرق والمدارس والمراكز الصحية”، محذراً من الاستمرار في إطلاق “المشاريع المنفصلة” التي لا تحقق الأثر المرجو على الأرض.
وختاماً، دعا الوزير إلى ضرورة فك الارتباط الكلي للريف بالزراعة التقليدية، وطالب بخلق “أنشطة اقتصادية مستدامة” ومتنوعة في المناطق القروية، بهدف تعزيز استقرار السكان اقتصادياً وتشجيعهم على البقاء في قراهم، بدلاً من الانزياح نحو الاكتظاظ في المدن.