ميناء قادس يسعى لإعادة ربطه بالمغرب في مواجهة تحديات المنافسة وارتفاع التكاليف

تسعى سلطات ميناء قادس الإسباني لإعادة تشغيل خط بحري يربطه بالمغرب، مستفيدة من النمو المتزايد في التجارة الثنائية وحركة النقل البحري.
ومع ذلك، تواجه هذه الجهود عدة تحديات، أبرزها ارتفاع التكاليف التشغيلية للمشغلين المغاربة والمنافسة الشديدة التي يفرضها ميناء الجزيرة الخضراء، ما يعقّد المفاوضات حول استئناف هذا الخط.
في الوقت الذي يسعى فيه ميناء قادس لاستعادة ارتباطه البحري بالمغرب، يواصل ميناء هويلفا توسيع شبكة ربطه البحري. فقد أطلق مؤخرًا خط شحن منتظم نحو ميناء طنجة المتوسط، مما يعزز دوره في حركة التجارة بين أوروبا وشمال إفريقيا.
هذا التطور يأتي في وقت حساس بالنسبة لقادس، الذي يحاول إعادة إحياء خطه المباشر مع المغرب بعد عشر سنوات من توقف آخر خدمة بحرية تربط بين البلدين.
منذ 9 مارس، بدأ تشغيل خط بحري جديد تديره مجموعة Suardiaz وشركة Transonuba، الذي يوفر ست رحلات أسبوعية بين ميناء هويلفا والميناء المغربي الكبير، بزمن إبحار يقدر بست ساعات.
يهدف هذا الخط إلى نقل البضائع الجافة والمبردة والمواد الخطرة، ضمن خطة لتعزيز الممرات اللوجستية بين أوروبا و إفريقيا.
يستمر ميناء هويلفا في توسيع شبكة خطوطه البحرية، حيث وقع مؤخرًا اتفاقيات مع شركتي MCI وMessina Line، ما يسهل الوصول إلى أسواق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط عبر ميناء كاستيون.
كما يشهد الميناء مشروع توسعة لمحطته السككية على الرصيف الجنوبي، بميزانية تفوق سبعة ملايين يورو، ما يزيد من جاذبية الميناء للشركات اللوجستية ويفتح آفاقًا جديدة للنقل متعدد الوسائط.
رغم الفرص الواعدة التي يقدمها انتعاش المبادلات التجارية ونمو قطاع النقل البحري، تظل هناك عقبات تعرقل جهود ميناء قادس لاستعادة الربط مع المغرب، بما في ذلك تكاليف التشغيل المرتفعة للمشغلين المغاربة، فضلًا عن هيمنة ميناء الجزيرة الخضراء الذي يعد نقطة عبور رئيسية بين إسبانيا و المغرب.
وفي محاولة لجذب شركات الشحن، تعمل هيئة ميناء خليج قادس على التفاوض مع الإدارة العامة للموانئ الإسبانية لخفض الرسوم المينائية وتقديم حوافز جديدة للمشغلين.
بينما يستفيد ميناء هويلفا من تكامل بنيته التحتية البحرية والسككية، ما يعزز موقعه في سوق الشحن البحري، يحاول ميناء قادس ترسيخ مكانته في سوق يشهد تغيرات مستمرة، إذ يفضل الفاعلون الاقتصاديون الوجهات التي تتمتع بكفاءة أكبر وتكاليف أقل.