أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو أن صادرات النفط الروسي إلى الهند مستمرة بشكل طبيعي، رغم التحذيرات الأخيرة التي وجهتها الولايات المتحدة بشأن هذه الواردات، في خطوة تعكس متانة التعاون بين موسكو ونيودلهي في مجال الطاقة.
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية “تاس”، شدد رودينكو على أن “إمدادات النفط إلى الهند لم تتأثر بالتصريحات السياسية أو الضغوط الخارجية”، موضحًا أن التعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة “يسير وفق الاتفاقات التجارية المبرمة، وبما يخدم المصالح الاقتصادية المتبادلة”.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أبلغه نية بلاده التوقف عن شراء النفط الروسي، مشيرًا إلى أن استمرار نيودلهي في تلك الواردات قد يعرضها لـ”رسوم جمركية ضخمة” تفرضها واشنطن.
لكن بيانات حديثة نقلتها وكالة “برس ترست أوف إنديا” عن شركة تتبع الشحنات “كبلر”، أظهرت العكس تمامًا، حيث ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي خلال النصف الأول من أكتوبر، مدفوعة بزيادة الطلب المحلي على الوقود ومشتقات الطاقة.
ويرى محللون أن الهند، التي تُعد ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، تسعى للحفاظ على علاقاتها المتوازنة مع موسكو، بالنظر إلى الأسعار التفضيلية التي تحصل عليها مقابل الخام الروسي، والتي تتيح لها تخفيف الضغط على ميزانها التجاري من تقلبات السوق العالمية.
وتؤكد هذه التطورات أن نيودلهي لا تزال متمسكة بسياسة التنويع في مصادر الطاقة، بينما تواصل موسكو تعزيز حضورها في الأسواق الآسيوية كأحد البدائل الرئيسية بعد القيود الغربية المفروضة على صادراتها إلى أوروبا.
