موجة صعود الدولار تتراجع عن زخمها وسط توقعات بتراجع العملة الأميركية قريبًا
شهد الدولار الأميركي ارتفاعًا ملحوظًا خلال الشهر الماضي، إلا أن خبراء الأسواق المالية يتوقعون أن هذا التعافي قد يكون قصير الأمد، إذ جاء مدفوعًا بعوامل مؤقتة أبرزها تعطّل صدور البيانات الاقتصادية الأميركية نتيجة إغلاق الحكومة الفيدرالية، إضافة إلى التوترات السياسية في بعض الدول المنافسة للعملة الأميركية.
منذ منتصف سبتمبر، ارتفع مؤشر الدولار بنحو 3% مقابل سلة من العملات الرئيسية، مستعيدًا جزءًا من خسائره السابقة التي بلغت نحو 11% منذ بداية العام، ومبتعدًا بذلك عن أدنى مستوياته خلال أكثر من ثلاث سنوات.
وأظهرت بيانات لجنة تداول عقود السلع الآجلة الأميركية (CFTC) – قبل أن يؤدي الإغلاق الحكومي إلى تعطيل نشرها – انخفاض الرهانات الصافية ضد الدولار إلى 9.86 مليار دولار، مقارنة بذروة بلغت 20.96 مليار دولار خلال الفترة نفسها.
كما عكست أسواق الخيارات هذا التحول في معنويات المستثمرين، حيث سجلت عقود خيارات اليورو/الدولار لآجال شهر وثلاثة أشهر أدنى مستوياتها لصالح اليورو منذ منتصف يونيو الماضي.
رغم هذه المؤشرات الإيجابية قصيرة الأمد، يظل محللو السوق متشككين في استدامة تعافي الدولار.
مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في “بانكبيرن كابيتال ماركتس”، قال: “على مدى ثلاثة إلى ستة أشهر، من المرجح أن يشهد الدولار تراجعًا، نتيجة توقعات بإضعاف الاقتصاد الأميركي وانخفاض أسعار الفائدة.”
وأشار محللون إلى أن جزءًا كبيرًا من صعود الدولار الأخير يعود إلى قيام المستثمرين بتغطية مراكزهم البيعية على العملة الأميركية.
وأكدت جاياتي بهاردواج، خبيرة أسواق الصرف العالمية في “تي دي سيكيوريتيز”: “ما يحدث في الأسواق هو ببساطة تعديل في المراكز الاستثمارية.”
في السياق ذاته، اعتبر جويل كروغر، استراتيجي السوق في مجموعة “إل ماكس” بلندن، أن موجة صعود الدولار ربما بدأت تفقد زخمها، رغم قوتها خلال الأسابيع الماضية، محذرًا من مخاطر تراجع العملة الأميركية على المدى القريب.
وعلى صعيد التداولات اليوم، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 99.4 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى عند 99.4 نقطة وأدنى مستوى عند 99.07 نقطة، وفق بيانات الساعة 11:53 بتوقيت جرينتش.
