مهنيو السيارات في إسبانيا يدعون لتفعيل ميناء الجزيرة الخضراء للاستثمارات الصينية في المغرب

دعا مهنيون في قطاع صناعة السيارات بإسبانيا إلى استغلال ميناء الجزيرة الخضراء كنقطة استراتيجية لمرور الاستثمارات الصينية إلى المغرب، وذلك في ظل القرار الصيني بتوسيع عملياتها في صناعة السيارات بالمملكة.

وجاء هذا في إطار الاهتمام المتزايد الذي توليه الصين للمغرب، بما في ذلك استغلال موقعه الجغرافي الاستراتيجي القريب من أوروبا.

في تقرير نشرته صحيفة “ال ميركانتيل” الإسبانية، تم تسليط الضوء على أن المغرب أصبح لاعبًا عالميًا متزايد القوة في مجال تصنيع السيارات ومكوناتها، بما في ذلك البطاريات.

وأشارت الصحيفة إلى إمكانية الاستفادة من هذا التقدم عبر تحديث ميناء الجزيرة الخضراء ليصبح نقطة لوجستية رئيسية لدعم صناعة السيارات المغربية، بالإضافة إلى احتواء الحركة المحتملة للاستثمارات الصينية.

وأكد المشاركون في مائدة مستديرة حول “الجغرافيا السياسية وسلسلة القيمة 2025” أن ميناء الجزيرة الخضراء يمكن أن يصبح بوابة تنافسية إلى أوروبا بالنسبة للتصنيع الصيني في المغرب.

وفي هذا السياق، قال مانويل كوزار، الشريك المؤسس لشركة “Logistika 360 / ECS” ورئيس شركة “Ateia-Oltra Bahía de Algeciras”، إن “المغرب يفتح الطريق أمام التنمية الصينية، ونحن نرى فرصة حقيقية على المستوى اللوجستي”.

وأضاف كوزار، أنه إذا زادت القوة الصينية في المغرب، فإن محور تحركهم سيكون عبر ميناء الجزيرة الخضراء، نظرًا لأهمية هذا الميناء في تزويد جنوب أوروبا.

وأكد أن “الفاعلين في سلسلة توريد السيارات يرون الآن فقط فرصًا كبيرة للتعاون مع المغرب، بالإضافة إلى تطوير موانئه الضخمة”.

من جهته، أوضح ميغيل أوليفر، المدير العام لمصانع “رينو” بالمغرب، في شرح لخارطة الطريق التي وضعها للعام الحالي والأعوام القادمة، أن “المغاربة مستعدون للمساعدة في فهم وتوجيه الاستثمارات الصينية، مما يخلق بيئة خصبة لتطوير كفاءة ميناء الجزيرة الخضراء”.

وأشار أوليفر إلى أن المغرب يعي أهمية تعزيز التعاون مع جيرانه، قائلاً: “لقد فهم المغاربة ذلك، لكننا في إسبانيا لم نصل بعد إلى هذا الفهم”.

وأضاف أنه في حين أن ميناء طنجة المتوسط يعتبر مشروعًا حكوميًا حديثًا، فإن ميناء الجزيرة الخضراء لا يزال متأخرًا في تطوير بنيته التحتية مقارنة بميناء طنجة المتوسط.

وفي الختام، دعا المشاركون في المائدة المستديرة إلى ضرورة تغيير العقلية بشأن إنشاء مقرات رئيسية أو مراكز لوجستية في المغرب، مؤكدين أن الاستقرار في المملكة يمثل فرصة للخروج من منطقة الراحة التقليدية في سلاسل القيمة العالمية مثل صناعة السيارات، النسيج، والزراعة.