من 70 إلى 120 دولارًا: كيف يجعل مضيق هرمز العالم رهينة للتوترات الجيوسياسية؟

يظل مضيق هرمز شريان حياة لأسواق الطاقة العالمية، حتى في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل.
لم تتوقف حركة الملاحة البحرية عبره، ولكن مجرد القلق من تعطل الإمدادات كان كافياً ليدفع أسعار خام برنت للارتفاع من 69 دولارًا إلى أكثر من 78 دولارًا للبرميل في غضون أيام قليلة، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية القصوى لهذا الممر المائي الحيوي في استقرار الأسواق.
يربط مضيق هرمز بين الخليج العربي وبحر العرب، ويفصل بين إيران وسلطنة عُمان. يبلغ عرضه 33 كيلومترًا عند أضيق نقطة، ويضم ممرين ملاحيين رئيسيين لا يتجاوز عرض كل منهما 3 كيلومترات، مما يجعله نقطة اختناق حرجة وعرضة للتعطيل.
في عام 2024 والربع الأول من 2025، مرت عبر المضيق أكثر من ربع تجارة النفط العالمية المنقولة بحرًا، وحوالي خمس الاستهلاك العالمي للنفط ومشتقاته، بالإضافة إلى نحو خمس تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية.
بالنسبة للولايات المتحدة، استوردت حوالي 0.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات من دول الخليج العربي عبر مضيق هرمز في عام 2024، وهو ما يمثل 7% من إجمالي وارداتها و2% من استهلاكها.
أما الأسواق الآسيوية، فهي الأكثر اعتمادًا، حيث استحوذت على 84% من النفط الخام والمكثفات و83% من الغاز الطبيعي المسال الذي عبر المضيق في عام 2024.
وتعد الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية الوجهات الرئيسية، حيث تستحوذ مجتمعة على 69% من إجمالي تدفقات الخام والمكثفات، مما يجعلها الأكثر تضررًا من أي اضطرابات في الإمدادات.
للمضيق تاريخ طويل من التوترات التي أثرت على أسعار النفط:
يونيو 2008: وصلت أسعار النفط الخام إلى مستوى قياسي متجاوزة 140 دولارًا للبرميل وسط تكهنات بهجوم محتمل على إيران بسبب برنامجها النووي، وتلويح قائد الحرس الثوري الإيراني آنذاك بفرض قيود على المضيق.
يناير 2012: هددت إيران بإغلاق المضيق ردًا على العقوبات الأمريكية والأوروبية التي استهدفت عائداتها النفطية.
يوليو 2018: ألمح الرئيس الإيراني السابق “حسن روحاني” إلى أن إيران قد تعطل تدفقات النفط عبر المضيق ردًا على دعوات الولايات المتحدة لحظر صادرات النفط الإيرانية، مؤكدًا أن بلاده ستمنع مرور جميع الشحنات إذا توقفت صادراتها.
يرى بنك “آي إن جي” أن السوق بدأ في تسعير علاوة مخاطر جيوسياسية. ويشير البنك إلى أن أي اضطراب في تدفقات النفط الإيراني قد يقضي على فائض المعروض المتوقع في الربع الرابع من 2025 ويدفع بأسعار برنت نحو 80 دولارًا، محذرًا من أن اضطرابًا كبيرًا قد يرفع الأسعار إلى 120 دولارًا للبرميل.
أما “جولدمان ساكس” فقد حذر من سيناريو “الإغلاق المطول” لمضيق هرمز، والذي قد يدفع بأسعار النفط لتتجاوز 100 دولار للبرميل.
تمتلك كل من السعودية والإمارات خطوط أنابيب تتيح تجاوز مضيق هرمز، وتبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 2.6 مليون برميل يوميًا.
توفر هذه الخطوط مسارًا بديلًا يمكن استخدامه لتجاوز الشريان الحيوي في حال حدوث أي اضطرابات في حركة الإمدادات النفطية، ولكنها لا تغطي سوى جزء بسيط من التدفقات الإجمالية عبر المضيق.