معيار لاري بيج الذهبي..”اختبار فرشاة الأسنان” لتقييم الاستثمارات التكنولوجية
في عالم الأعمال والتكنولوجيا، حيث تتسارع وتيرة الابتكار، يبرز “لاري بيج”، المؤسس المشارك لشركة “جوجل”، بمعيار فريد ومبتكر لتقييم الشركات والمنتجات قبل الاستحواذ عليها، وهو ما يُعرف بـ “اختبار فرشاة الأسنان”.
يرتكز هذا الاختبار على فكرة بسيطة ولكنها عميقة: هل المنتج أو الخدمة المراد الاستحواذ عليها ضرورية في الحياة اليومية للمستخدمين، أم أنها مجرد رفاهية؟ فإذا كان المنتج جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومي للمستهلكين، مثل فرشاة الأسنان، فإنه يتمتع بإمكانات كبيرة للنمو وتحقيق إيرادات مستدامة.
عند تقييم أي صفقة استحواذ، يطرح لاري بيج السؤال التالي: “هل هذا المنتج شيء يستخدمه الناس مرة أو مرتين على الأقل يوميًا، مثل فرشاة الأسنان؟” فإذا كانت الإجابة بنعم، فإن ذلك يشير إلى أن المنتج يلبي حاجة أساسية ومتكررة لدى المستخدمين، مما يزيد من فرص نجاحه.
الاستخدام المتكرر: يفضل أن يكون الاستخدام يوميًا أو عدة مرات في اليوم.
تلبية حاجة أساسية: يجب أن يحل المنتج مشكلة حقيقية ومستمرة لدى المستخدمين.
التفاعل القوي مع المستخدمين: يجب أن يكون المنتج قادرًا على بناء علاقة قوية ومستمرة مع المستخدمين.
سهولة الاستخدام والاندماج في الحياة اليومية: يجب أن يكون المنتج سهل الاستخدام وقابلًا للاندماج في الروتين اليومي للمستخدمين.
و على الرغم من فعالية اختبار فرشاة الأسنان، إلا أنه لا يمكن تطبيقه على جميع المنتجات والخدمات. فبعض الابتكارات الرائدة، مثل البرمجيات المتخصصة للشركات أو المعدات الطبية، قد لا تتطلب استخدامًا يوميًا، ولكنها تظل ذات قيمة استراتيجية عالية.
يتجاوز اختبار فرشاة الأسنان المعايير المالية التقليدية، ويركز على سلوك المستخدم وإمكانية دمج المنتج في الحياة اليومية. هذه الرؤية تمنح الشركات زاوية تحليل أعمق عند تقييم عمليات الاستحواذ، بعيدًا عن الأرقام المجردة والإيرادات قصيرة الأجل.
يعكس اختبار فرشاة الأسنان التحول المتزايد في وادي السيليكون، حيث لم تعد الشركات الكبرى تعتمد بشكل كامل على البنوك الاستثمارية في صفقات الاستحواذ.
بل أصبحت تعتمد بشكل أكبر على فرق التطوير الداخلية لإجراء الأبحاث وتحديد الأهداف والتفاوض على الشروط، مما يمنحها استقلالية أكبر في اتخاذ القرارات الاستثمارية.
