مخاوف البحر الأسود والطقس القاسي تدفع القمح لأطول موجة صعود منذ أشهر

واصلت أسعار القمح في بورصة شيكاغو مسارها الصاعد للجلسة الخامسة على التوالي، متجهة نحو تسجيل أطول سلسلة مكاسب يومية منذ شهر أبريل، في ظل تصاعد المخاوف بشأن سلامة الإمدادات من منطقة البحر الأسود وتدهور الأوضاع المناخية في مناطق زراعية رئيسية.
وخلال تداولات يوم الأربعاء، ارتفعت العقود الآجلة للقمح بنحو 1% لتصل إلى 5.22 دولار للبوشل، مستفيدة من أجواء حذرة تسبق إغلاق الأسواق أبوابها اليوم التالي بمناسبة عطلة عيد الميلاد.
وجاء هذا الارتفاع على خلفية تطورات ميدانية في أوروبا الشرقية، حيث تعرضت أوكرانيا، الثلاثاء، لهجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيّرة روسية، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وتضرر منشآت حيوية للطاقة ومرافق موانئ في منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود، وهي شريان أساسي لصادرات الحبوب.
وتُعد كل من روسيا وأوكرانيا من أبرز اللاعبين العالميين في تصدير الحبوب والزيوت النباتية، ما يجعل أي اضطراب أمني في المنطقة مصدر قلق مباشر للأسواق، مع مخاوف من تعطل الشحنات وارتفاع تكاليف الإمداد.
وفي الولايات المتحدة، أضاف الطقس عامل ضغط إضافيًا على السوق، إذ أشارت وزارة الزراعة الأمريكية في تقرير حديث إلى تفاقم الجفاف في مناطق زراعة القمح، بالتزامن مع موجة حر غير مسبوقة تضرب السهول الوسطى والجنوبية، وهو ما يعزز التوقعات بتراجع الإنتاج ويدعم الأسعار.
وعلى صعيد السلع الزراعية الأخرى، أغلقت العقود الآجلة لزيت النخيل في بورصة كوالالمبور بالقرب من أعلى مستوياتها في أسبوعين، بينما سجلت عقود الكاكاو في لندن تراجعًا بنسبة 2.2%، في جلسة اتسمت بتباين الأداء بين الأسواق العالمية.




