محافظ البنك المركزي الأسترالي: خفض الفائدة يعكس الثقة، لكن الحذر لا يزال قائمًا
خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماع مايو للبنك المركزي الأسترالي، أكدت ميشيل بولوك، محافظة بنك الاحتياطي الأسترالي، أن قرار خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.85% جاء مدروسًا ويعكس ثقة المجلس في مسار الاقتصاد، مع تأكيدها على التزام البنك بالحفاظ على استقرار الأسعار ومراقبة الأوضاع بدقة.
وأوضحت بولوك أن الأولوية الآن هي إبقاء التضخم عند مستويات منخفضة، مؤكدة أن البنك يمتلك الأدوات المناسبة لتحقيق هذا الهدف، مع استعداد المجلس لاتخاذ خطوات إضافية إذا استدعى الأمر.
وشددت على أن قرار خفض الفائدة يمثل الخيار الأنسب في الظروف الراهنة، مع احتمالية إدخال تعديلات مستقبلية بناءً على تطورات البيانات الاقتصادية.
وأضافت أن الشركات بدأت تعاني من تقلص هوامش أرباحها بسبب الضغوط الاقتصادية، ما يشير إلى تحديات حقيقية في البيئة التشغيلية.
وفيما يتعلق بالأسواق المالية، أكدت بولوك أن البنك لا يرى حاليًا ما يستدعي اتخاذ إجراءات استثنائية، لكنه يبقى في حالة تأهب تحسبًا لأي اضطرابات محتملة. وأشارت إلى أن نطاق السيناريوهات الاقتصادية أصبح أوسع من المعتاد، ما يزيد من حالة عدم اليقين.
كما أفادت أن القرار صدر بإجماع أعضاء المجلس، بعد مناقشة احتمال تثبيت الفائدة أو خفضها، مع طرح خفض بمقدار 25 أو حتى 50 نقطة أساس، إلا أن الخيار الأخير لم يكن الأرجح خلال النقاشات.
وحول النظرة المستقبلية، توقعت بولوك أن يؤدي تخفيض الفائدة إلى تحفيز الاستهلاك مع تراجع تدريجي للتضخم، مؤكدة أن التوازن بين معدلات التوظيف والتضخم لا يزال جيدًا حتى الآن. ومع ذلك، حذرت من أن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة سيظل مرهونًا بالبيانات، وأن البنك لا يلتزم حاليًا بأي توقعات للسوق بشأن دورة طويلة من التخفيضات.
وفي ختام تصريحاتها، عبّرت بولوك عن دهشتها من حجم الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة، معتبرة إياها تطورًا مفاجئًا قد يضيف مزيدًا من التعقيد للمشهد الاقتصادي العالمي.
