مجلس المنافسة: شركات المحروقات تتجاهل التراجع الكامل للأسعار العالمية في السوق المحلي
كشف مجلس المنافسة عن أن شركات المحروقات في المغرب لا تقوم بتخفيض الأسعار المحلية بالقدر نفسه الذي تشهده الأسواق الدولية.
حيث أظهرت البيانات أن التراجع في أسعار المحروقات في محطات الوقود المغربية أقل بكثير من الانخفاضات التي تشهدها الأسواق العالمية. ويعني ذلك أن هذه الشركات تحقق أرباحًا ضخمة تصل إلى مئات الملايين من الدراهم نتيجة لهذا الفارق في الأسعار.
وأوضح المجلس في تقريره المعنون “تتبع تنفيذ التعهدات المتخذة من قبل شركات المحروقات في إطار اتفاقيات الصلح”، أنه خلال الربع الثالث من عام 2024، تم رصد تراجع ملحوظ في الأسعار الدولية للمنتجات المكررة من الوقود، إلا أن انخفاض أسعار البيع في محطات الوقود المحلية كان أقل نسبيًا.
بالنسبة للغازوال، أظهر التقرير أن الأسعار الدولية للغازوال المكرر انخفضت بمقدار 0.68 درهم للتر، بينما سجل سعر البيع في المحطات المحلية انخفاضًا قدره 0.48 درهم للتر فقط، مما يعني أن الشركات خفضت الأسعار بمقدار أقل بنحو 0.20 درهم للتر.
أما في ما يخص البنزين، فقد شهدت الأسعار الدولية انخفاضًا بمقدار 1.05 درهم للتر خلال الربع الثالث من العام الماضي، بينما تراجعت الأسعار في محطات الوقود بمقدار 0.74 درهم للتر، مما أتاح للشركات الاحتفاظ بفارق قدره 0.31 درهم في اللتر الواحد.
ورغم أن هذا الفارق يبدو ضئيلًا (0.20 درهم في الغازوال و0.31 درهم في البنزين)، إلا أنه يمثل أرباحًا ضخمة لشركات المحروقات بالنظر إلى الكميات التي تستوردها من هذه المنتجات.
فقد أفاد مجلس المنافسة بأن واردات الغازوال خلال الربع الثالث من 2024 بلغت 1.25 مليون طن، بينما بلغت واردات البنزين 178 ألف طن.
وأشار التقرير إلى أن الشركات التسع المعنية في السوق المحلي حققت أرباحًا هائلة خلال هذه الفترة، حيث تراوح هامش الربح بين درهم ودرهمين للتر، بمعدل إجمالي قدره 1.46 درهم للتر بالنسبة للغازوال و2 درهم للتر بالنسبة للبنزين.
وبلغت مبيعات الغازوال والبنزين مجتمعة خلال الربع الثالث من سنة 2024 حوالي 2.33 مليار لتر، تمكنت الشركات التسع من بيع 1.9 مليار لتر منها، أي ما يعادل 82% من إجمالي المبيعات.
