Bitget Banner
الاقتصادية

مايكروسوفت تعزز ريادتها في الذكاء الاصطناعي بشراكات جديدة وإطلاق أدوات متطورة

كشفت شركة مايكروسوفت عن رؤيتها الطموحة لمستقبل الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمرها السنوي “بيلد” (Build) الذي أُقيم على مدار ثلاثة أيام في مدينة سياتل الأمريكية، معلنة عن سلسلة من الابتكارات التقنية والتحالفات الاستراتيجية مع كبار اللاعبين في هذا القطاع، من بينهم “أوبن إيه آي”، و”إنفيديا”، و”إكس إيه آي” التابعة لإيلون ماسك.

من أبرز ما عُرض خلال المؤتمر كان إطلاق وكيل برمجة متطور قادر على تنفيذ التعليمات البرمجية بشكل مستقل، إلى جانب أدوات تمكّن الشركات من تطوير مساعدين رقميين يعملون بالذكاء الاصطناعي بشكل مخصص لإدارة مهام متنوعة. هذه الخطوات تعزز مكانة مايكروسوفت كمزود رئيسي للبنية التحتية الذكية.

شهد المؤتمر مداخلات افتراضية لعدد من كبار التنفيذيين في وادي السيليكون، من بينهم سام ألتمان (أوبن إيه آي)، وجينسن هوانغ (إنفيديا)، وإيلون ماسك (إكس إيه آي)، في مشهد عكس التقاء الرؤى حول أهمية الذكاء الاصطناعي كمحور تكنولوجي عالمي، ودور مايكروسوفت المحوري في هذا المجال.

الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، ساتيا ناديلا، شدد خلال كلمته على أن الهدف ليس مجرد تطوير أدوات منفردة، بل بناء منصة شاملة ومفتوحة، مضيفاً: “هذا ليس مجرد منتج، بل تحول في البنية التقنية يشبه ما أحدثه الإنترنت قبل عقود”.

و رغم الدعوى القضائية المرفوعة من ماسك ضد مايكروسوفت بسبب شراكتها الكبيرة مع “أوبن إيه آي”، إلا أن المؤتمر شهد إعلان تعاون جديد بين الطرفين، يتيح إدماج نماذج “غروك” التي تطورها “إكس إيه آي” في منصة “أزور” التابعة لمايكروسوفت.

وفي خطوة مماثلة، أعلن هوانغ أن إنفيديا تتعاون مع مايكروسوفت لبناء “أضخم حاسوب فائق مخصص للذكاء الاصطناعي في العالم”، عبر دمج رقائقها المتقدمة في مراكز البيانات التابعة للشركة.

أما سام ألتمان، فقد أكد تكامل وكيل البرمجة “كوديكس” الذي تطوره أوبن إيه آي مع أدوات “كوبايلوت” التابعة لمايكروسوفت، مما يعزز قابلية التطوير والإنتاجية في بيئات العمل البرمجي.

محللو السوق يرون أن مايكروسوفت تحتل موقع الصدارة في سباق الذكاء الاصطناعي، وهو ما عبّر عنه كاش رانغان، المحلل في “غولدمان ساكس”، بقوله: “مايكروسوفت ليست مجرد شريك، بل هي المنصة التي تدير المنظومة برمّتها، وإذا ربحت مايكروسوفت، فسيربح الجميع”.

سوق الأسهم أكد هذا التوجه، حيث ارتفعت قيمة سهم مايكروسوفت بنسبة 6.8% منذ بداية 2025، في وقت تراجعت فيه أسهم كبرى شركات التكنولوجيا تحت وطأة التوترات التجارية ورسوم ترامب الجمركية.

ورغم هذا الزخم، تواجه مايكروسوفت تحديات محتملة أبرزها سعي “أوبن إيه آي” لتعزيز استقلالها وبيع خدماتها مباشرة للعملاء، مما قد يؤثر على عمق الشراكة بين الطرفين.

لكن أغلب المحللين يعتقدون أن مايكروسوفت في موقع أفضل للاستفادة الفورية من الطلب المتزايد على حلول الذكاء الاصطناعي، مقارنة بشركائها الذين لا تزال نماذج أعمالهم في طور التبلور.

واختتم رانغان تعليقه قائلاً: “ما أنفقته مايكروسوفت على أوبن إيه آي يبدو ضئيلاً مقابل ما تحققه من مكاسب استراتيجية، لقد كانت هذه الأيام الثلاثة نقطة تحول في انتشار الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى