ماكرون يحث الاتحاد الأوروبي على الاستعداد لمواجهة قيود الصين على المواد الحيوية

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قادة الاتحاد الأوروبي إلى دراسة استخدام أقوى أدوات التكتل التجارية ضد الصين، في حال فشل الجانبين في التوصل إلى اتفاق بشأن قيود بكين المزمع فرضها على صادرات المواد الخام الحيوية.
وأكد ماكرون، وفقًا لمصادر مطلعة، أن على الاتحاد الأوروبي النظر في جميع الخيارات المتاحة، بما في ذلك ما يُعرف بـ”أداة مكافحة الإكراه”، والتي صممت للرد على التدابير القسرية للدول الخارجية التي تستغل التجارة للضغط على سياسات الاتحاد الأوروبي أو أحد أعضائه.
جاءت هذه التصريحات خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس، وسط مخاوف متزايدة من تأثير القيود الصينية على الصناعات الأوروبية والأمن القومي.
وأعلنت الصين في وقت سابق عن خطط لتشديد الرقابة على تصدير العناصر الأرضية النادرة وغيرها من المواد الحيوية، بحيث يحتاج المصدّرون إلى تراخيص حتى عند استخدام كميات صغيرة من هذه المواد.
ويشير الخبراء إلى أن هذه القيود قد تهدد صناعات حيوية في أوروبا، بدءًا من بطاريات السيارات الكهربائية وصولًا إلى الصناعات الدفاعية، ما دفع القادة الأوروبيين إلى مناقشة الاستجابة المناسبة خلال القمة.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس قبيل القمة: “نريد حلاً مشتركًا، لكن على القيادة الصينية أن تدرك أننا لن نقبل بما يحدث حاليًا”، مضيفًا أن الهدف هو إيجاد حل دبلوماسي دون تصعيد الصراع.
صممت “أداة مكافحة الإكراه” كرادع ضد أي إجراءات تجارية قسرية، وأقرها الاتحاد الأوروبي لتعزيز دفاعاته بعد تجارب فرض الرسوم الجمركية الأمريكية وقيود الصين على السلع الليتوانية.
ورغم قوتها، فإن استخدام هذه الأداة في المرحلة الحالية قد يؤدي إلى تصعيد التوتر مع بكين، وقد سبق أن دعت فرنسا إلى تفعيلها في مناسبات أخرى دون أن تحظى بموافقة كافية.
في الوقت نفسه، تعمل المفوضية الأوروبية على إعداد مجموعة من الخيارات التجارية البديلة للتعامل مع الصين، بما في ذلك تعزيز الإمدادات الحيوية وتأمين مصادر بديلة، بهدف تقوية موقف الاتحاد التفاوضي.
وأجرى مفوّض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفشوفيتش محادثات مع نظيره الصيني وانغ وينتاو هذا الأسبوع، مؤكدًا على أهمية التوصل إلى حل سريع لتجنب التأثير السلبي على العلاقات الاقتصادية.




