مازي يقترب من حاجز الـ 20 ألفاً.. بورصة الدار البيضاء تتوهج وسط تحديات العرض

حققت بورصة الدار البيضاء أداءً تاريخياً هذا العام، حيث ارتفع مؤشرها الرئيسي مازي ليقترب من حاجز الـ20 ألف نقطة، محققاً مكاسب تفوق 34% منذ بداية العام.
وقد انعكست هذه الطفرة الإيجابية على القيمة السوقية للبورصة، التي تجاوزت تريليون درهم للمرة الأولى، مما يعكس الثقة المتزايدة في الاقتصاد المغربي.
في ظل هذا الزخم، يواجه سوق الأسهم المغربي تحدياً يتمثل في محدودية الإدراجات الجديدة. فمع وجود 78 شركة مُدرجة فقط ووتيرة إدراجات بطيئة، يرى الخبراء أن هذا الوضع يحد من عمق السوق ويمنعها من تحقيق إمكاناتها الكاملة في تمويل الاقتصاد.
وقد تجلت هذه الفجوة بين العرض والطلب بوضوح في الاكتتابات العامة الأخيرة. فعلى سبيل المثال، شهد طرح أسهم شركة “فيسين” للتجهيزات الطبية طلبات اكتتاب تجاوزت 32 مليار درهم، في حين استقطب طرح شركة البناء “TGCC” نحو 82 ألف مستثمر، بطلبات اكتتاب ضخمة وصلت إلى 92.6 مليار درهم.
في هذا السياق، تبرز أهمية مساهمة الحكومة في دينامية السوق. ففي حين تسعى المملكة إلى تشجيع الشركات الخاصة على الإدراج من خلال حوافز ضريبية، يلاحظ غياب الطروحات الحكومية.
ويرى فريد مزوار، المدير التنفيذي لـ”إف إل ماركتس”، أن الحكومة مدعوة للمساهمة في هذا الزخم عبر طرح حصص من شركات عمومية كبرى، مثل “ميناء طنجة المتوسط” أو “الخطوط الملكية المغربية”، لتمويل خططها الاستثمارية وتجنب القروض الخارجية.
على الرغم من الأداء القوي للبورصة، ظهرت بعض التحذيرات من وجود تقييم مبالغ فيه لأسهم بعض الشركات، وخاصة في قطاعي البناء والرعاية الصحية. إلا أن خبراء آخرين يرون أن هذا الارتفاع يعتمد على أسس اقتصادية متينة، ونمو ملموس في أعمال الشركات التي بدأت في التوسع محلياً ودولياً.
ويُظهر هذا النقاش تحولاً في تفضيلات المستثمرين، الذين أصبحوا يبحثون عن الشركات التي تحقق نمواً مستداماً في أعمالها وتوسعاً في مشاريعها الاستثمارية، وهو ما يفسر الأداء الممتاز للشركات المدرجة حديثاً.