أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن نية الشركة لإعادة إحياء “فيسبوك الأصلي” كجزء من أهدافها لعام 2025، وذلك خلال إعلان النتائج المالية للربع الرابع من عام 2024 مع المستثمرين.
وعلى الرغم من عدم تقديم الشركة تفاصيل دقيقة حول التغييرات المرتقبة، يتضح أن ميتا تسعى بشكل عاجل إلى جذب الشباب للحفاظ على مكانتها في المستقبل.
وفيما يخص هذا المشروع، قال زوكربيرج: “فيسبوك الأصلي” يشكل أحد المحاور الأساسية لميتا خلال هذا العام، مؤكداً أن الشركة ستكثف استثماراتها في هذا الاتجاه.
وأضاف: “أعتقد أن هناك فرصًا عديدة لجعل فيسبوك أكثر تأثيرًا ثقافيًا من ما هو عليه اليوم”، مشيرًا إلى أن التغييرات التي سيتم تطبيقها قد تتطلب بعض التنازلات في النتائج المالية على المدى القصير.
ورغم ذلك، أكد أن هذه التغييرات ستبدأ في الظهور خلال النصف الأول من العام الجاري.
ورغم هذه الخطط، يواجه فيسبوك تحديًا متزايدًا بسبب تراجع اهتمام الشباب به، خاصة في ظل ارتفاع استخدام المنصات المنافسة مثل تيك توك.
ووفقًا لاستطلاع أجراه مركز Pew Research في عام 2024، انخفضت نسبة المراهقين الأميركيين الذين يستخدمون فيسبوك بشكل حاد من 71% في عامي 2014 و2015 إلى 33% فقط في 2024.
وفي محاولة لاستقطاب الجيل الجديد، أطلقت ميتا في أكتوبر 2024 تحديثًا جديدًا على تصميم فيسبوك يركز بشكل أكبر على المحتوى المحلي والفيديوهات والمجموعات. كما تسعى الشركة لتوسيع هذه التحديثات في 2025، لكنها تواجه صعوبة في منافسة تيك توك الذي يظل الخيار المفضل بين الشباب.
ورغم محاولات ميتا السابقة لاستعادة مكانتها بين فئة الشباب، مثل إطلاق منصة “Campus” في 2020 الخاصة بالطلاب الجامعيين والتي أغلقت بعد عام ونصف بسبب ضعف الإقبال، يبدو أن استعادة اهتمام هذه الفئة بفيسبوك لن تكون مهمة سهلة.
وفي الوقت نفسه، تظهر منصات جديدة مثل Mastodon وBluesky التي تعتمد على بروتوكولات مفتوحة مثل ActivityPub وAT Protocol، مما يمنح المستخدمين مزيدًا من التحكم في بياناتهم. ومع نمو هذه الشبكات الاجتماعية الجديدة، قد تصبح منافسًا حقيقيًا لميتّا في المستقبل.
وفي مواجهة هذا التحدي، تحاول ميتا تخفيف التأثيرات السلبية لتراجع فيسبوك على مستوى المستخدمين بتقديم بيانات شاملة حول النشاط عبر جميع منصاتها، بدلاً من تقديم تفاصيل خاصة بكل منصة على حدة.
