الاقتصادية

مؤشر فيكس.. نبض القلق الكامن في أسواق وول ستريت بين الذعر والتفاؤل

في عالم المال، لا تعبر الأسواق عن مخاوفها بالصراخ، بل عبر خفقات خفية وأرقام دقيقة تحمل رسائل لا يسمعها سوى المحترفون.

من بين هذه الإشارات الهادئة يبرز مؤشر “فيكس” أو ما يعرف بـ”مؤشر الخوف” في وول ستريت، الذي يمثل بوصلة تقلبات المزاج في سوق الأسهم، من خلال قياس توقعات تحركات مؤشر “إس آند بي 500” عبر أسعار خياراته.

كلما ارتفع مؤشر “فيكس”، دل ذلك على تصاعد حالة القلق بين المستثمرين، الذين يتسابقون لشراء خيارات تحوطية أو مضاربية، ما يرفع أسعار هذه الأدوات المالية.

فعندما يكون المؤشر عند مستوى 20 نقطة، يتوقع السوق تحرك مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة تقارب 1.25% يومياً، سواء باتجاه الارتفاع أو الانخفاض، خلال الثلاثين يوماً المقبلة.

16+ Thousand Bull Bear Trading Royalty-Free Images, Stock Photos & Pictures  | Shutterstock

شهدت الأسواق في 2017 استقراراً نادراً، حيث بلغ متوسط مؤشر فيكس السنوي 11.1 نقطة فقط، مستفيدة من نمو اقتصادي متوازن وسياسة نقدية ثابتة من الاحتياطي الفيدرالي.

المتوسط السنوي لمؤشر فيكس (2017–2025)

العام

متوسط المؤشر بالنقاط

2017

11.1

2018

16.6

2019

15.4

2020

29.3

2021

19.7

2022

25.6

2023

16.9

2024

15.6

2025*

20.8

مع اندلاع جائحة كورونا، شهد المؤشر قفزة حادة إلى 85.5 نقطة في مارس 2020، مدفوعاً بخوف المستثمرين من الإغلاقات الاقتصادية وانعدام اليقين، في أعلى مستويات تقلب منذ الأزمة المالية العالمية 2008.

على الرغم من تعافي الأسواق، ظل القلق مرتفعاً في 2022 مع تجاوز المؤشر 35 نقطة، بسبب مخاوف الركود، وارتفاع أسعار الفائدة، وتراجع أسهم التكنولوجيا.

في 2023، انخفض المؤشر تدريجياً إلى 16.9 نقطة، مع استقرار الاقتصاد وتكيف المستثمرين مع التشديد النقدي، واستمر الانخفاض في 2024 ليصل إلى 15.6 نقطة، وسط تفاؤل حذر رغم التوترات الجيوسياسية، مع تركيز المستثمرين على أرباح الشركات وتطورات الذكاء الاصطناعي التي خففت من حدة المخاوف.

مع تولي دونالد ترامب ولاية رئاسية ثانية، قفز المؤشر فوق 60 نقطة، بعد إعلان سياسات تجارية جديدة أثارت مخاوف من حرب تجارية قد تعرقل سلاسل التوريد وتزعزع الأسواق.

في أبريل، وصف توم لي، رئيس الأبحاث في “فاندسترات”، الهبوط المفاجئ للمؤشر من فوق 60 إلى أقل من 31 نقطة كإشارة قوية على وصول السوق إلى القاع، مما ينبئ بموجة صعود مشابهة لما حدث في أزمات 2008 و2020.

على الرغم من تسجيل مؤشرات الأسهم الأمريكية أرقاماً قياسية، إلا أن مؤشر فيكس لا يزال مرتفعاً مقارنة بمستويات ما قبل ثماني سنوات، في ظل استمرار حالة الترقب والقلق التي تحوم حول الأسواق العالمية، كهمس الخوف الدائم في أروقة وول ستريت.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى