كيف يمكن للمتقاعدين تعزيز استثماراتهم في سوق الأسهم لضمان استدامة دخلهم؟
مع اقتراب التقاعد، يبدأ العديد من الأفراد في التفكير في طرق تضمن لهم الاستقرار المالي واستدامة الدخل خلال سنوات التقاعد.
وفي ظل التحديات الاقتصادية المستمرة، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: كيف يمكن للمتقاعدين زيادة مواردهم المالية دون الاعتماد كليًا على المعاشات التقاعدية؟
يعد الاستثمار في سوق الأسهم أحد الحلول الفعالة التي يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة لتحقيق عوائد مجزية.
رغم أن البعض ينظر إلى الأسهم كمجال محفوف بالمخاطر، إلا أن الحقيقة تشير إلى أن هذا النوع من الاستثمار يمكن أن يساهم بشكل كبير في تعزيز الموارد المالية للمتقاعدين، وخاصة من خلال الأرباح المحققة من الأسهم، بالإضافة إلى حماية أموال التقاعد من آثار التضخم.
مقارنة بالخيارات الأكثر تحفظًا مثل السندات أو حسابات التوفير، يوفر سوق الأسهم عوائد أعلى على المدى الطويل. يستطيع المتقاعدون الاستفادة من هذه العوائد لتوسيع مدخرات التقاعد والحفاظ على قدرتهم الشرائية أمام التضخم.
ومع تزايد متوسط الأعمار في معظم أنحاء العالم، أصبح التقاعد يمتد لأكثر من مجرد فترة قصيرة.
وفقًا لدراسة من بنك جي بي مورجان، هناك احتمال بنسبة 46% لأن يعيش أحد الزوجين غير المدخنين حتى سن 95 عامًا. بناءً على ذلك، قد يحتاج المتقاعدون إلى وضع خطة تضمن استدامة دخلهم لفترة أطول.
بدلاً من النظر إلى أموال التقاعد باعتبارها استثمارًا قصير الأجل، يجب التفكير فيها كاستثمار طويل الأجل، وهو ما يساعد في تقليل القلق من تقلبات أسعار الأسهم. وبذلك، يصبح الهدف الأساسي هو الحفاظ على قيمة المدخرات في مواجهة التضخم.
|
تطور أعداد الذين يبلغون سن 65 عامًا فأكثر في العالم حتى 2050 (وفقًا لبيانات الأمم المتحدة) |
|
|
السنة |
أعداد كبار السن (بالمليون نسمة) |
|
2018 |
258 |
|
2021 |
761 |
|
2022 |
771 |
|
2030 |
994 |
|
2050 |
1600 |
على سبيل المثال، منذ عام 1977، سجلت الأسهم في السوق الأمريكية عوائد تفوق عوائد سندات الخزانة بمعدل ضعفين، على الرغم من أن أسعار الأسهم تتمتع بتقلبات أكبر مقارنة مع السندات.
يمكن للمتقاعدين الاستفادة من الأسهم الممتازة التي تتمتع بتوزيعات أرباح سنوية مستقرة. يمكن استخدام هذه الأرباح لتغطية نفقات المعيشة، مما يقلل الحاجة لبيع الاستثمارات ويحافظ على رأس المال. كما تساعد توزيعات الأرباح على حماية أموال التقاعد من التضخم، وتساهم في زيادة قيمة الأسهم بشكل مستمر.
يستطيع المتقاعدون تنويع محفظتهم الاستثمارية عبر قطاعات مختلفة، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بأي نوع استثمار فردي. كما أن الأسهم تعتبر استثمارات ذات سيولة نسبية، مما يعني أن المتقاعدين يمكنهم بيعها بسرعة للحصول على أموال نقدية عند الحاجة.
أسهم الشركات الكبرى والراسخة، التي تتمتع بوضع مالي قوي، توفر فرصًا للاستثمار مع عوائد مستقرة وأقل تقلبًا. ينصح الخبراء المتقاعدين بالتركيز على الأسهم ذات العوائد المستدامة بدلاً من الأسهم ذات العوائد المرتفعة، التي قد تكون غير مستقرة على المدى الطويل.
كما يمكن للمتقاعدين التفكير في الاكتتابات العامة الأولية (IPO)، والتي تقدم فرصة للاستثمار في شركات جديدة بأسعار منخفضة، ما يتيح لهم الاستفادة من الارتفاع المحتمل في قيمة الأسهم.
ومع ذلك، يجب على المتقاعدين القيام ببحث مستفيض حول الشركة قبل المشاركة في الاكتتابات العامة، خاصة إذا كانت الشركة تعمل في قطاع متقلب.
من أجل تقليل المخاطر، ينبغي على المتقاعدين توزيع محفظتهم بين مجموعة من الأسهم المتنوعة التي تتناسب مع قدرتهم على تحمل المخاطر وأهدافهم المالية. كما يجب تعديل المحفظة بشكل دوري لضمان التوازن بين الأصول وفقًا للظروف الاقتصادية المتغيرة.
من المهم أيضًا النظر في الأفق الزمني للاستثمار واحتياجات السيولة، حتى لا تؤثر تقلبات السوق على قراراتهم الاستثمارية طويلة الأجل. ويمكن للمتقاعدين الاستفادة من استشارات الوسطاء الماليين لتقديم توصيات شخصية تتناسب مع خططهم التقاعدية.
في النهاية، يعد الاستثمار في سوق الأسهم فرصة مهمة للمتقاعدين لتحقيق عوائد أعلى، وتوليد دخل مستدام من الأرباح، مع تقليل المخاطر عبر تنويع المحفظة الاستثمارية. من خلال تخطيط مدروس واختيار الأسهم بعناية، يمكن للمتقاعدين تعزيز استثماراتهم وضمان حياة مالية مستقرة خلال سنوات التقاعد.
