كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف دور المعلمين في الفصول الدراسية ؟

في عالم التعليم، حيث أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من عملية التعلم، تبرز شركة “كيرا ليرنينج” الناشئة في مجال التكنولوجيا التعليمية كمبادر رئيسي في تحسين تجربة التعليم من خلال الذكاء الاصطناعي.

تحت قيادة الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي “أندرو نغ”، تسعى “كيرا” إلى تمكين المعلمين من التركيز على ما يجيدونه: التدريس، وتخفيف عبء المهام الإدارية.

تُقدم “كيرا ليرنينج” منصة قائمة على الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تحسين الفصول الدراسية من خلال تقديم تجارب مخصصة للطلاب. كما أنها تتيح للمعلمين تخصيص العملية التعليمية بدلاً من أن تكون محصورة في مجرد نقل المعلومات.

تعتمد المنصة على تحليل البيانات التعليمية بسرعة وفعالية، وتقديم ملاحظات فورية تساعد المعلمين على اتخاذ قرارات تعليمية سريعة ومدروسة.

أوضح “نغ” أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعيد تعريف معنى المعلم المتميز من خلال أتمتة المهام التي تأخذ وقتًا طويلاً، مما يعزز قدرة المعلمين على التركيز على جوانب أخرى من العملية التعليمية. يتمثل أحد التطبيقات الملموسة لهذه التكنولوجيا في قدرة النظام على تقييم مقاطع الفيديو أو المقالات وتقديم ملاحظات دقيقة يمكن تنفيذها في ثوانٍ فقط.

يعمل وكلاء الذكاء الاصطناعي من “كيرا” على تسهيل المهام الروتينية التي تستغرق وقتًا طويلاً من المعلمين، مثل التقييم، وتحليل المناقشات الدراسية، وتقديم رؤى حول الطلاب المتميزين والمحتاجين إلى الدعم. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص دروس فردية للطلاب، ما يوفر الوقت ويزيد من فاعلية التعليم.

يعتقد “نغ” أن دمج الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية يعكس تحولًا أكبر في أدوار المعلمين، خاصة مع تقديم مواد جديدة في المناهج الدراسية التي قد لا يمتلك المعلمون خبرة سابقة بها. هذا التحول يهدف إلى إعداد الطلاب لعالم سريع التغير يتطلب مهارات جديدة ومعرفة متجددة.

منذ إطلاقها في عام 2021، ركزت “كيرا ليرنينج” على مساعدة المعلمين في تدريس علوم الحاسوب، خاصة في ظل التشريعات الجديدة التي فرضت على الطلاب تعلم هذه المادة كشرط للتخرج في العديد من الولايات الأمريكية.

تم تطوير أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدة المعلمين في إتقان المادة، وهو ما كان ضروريًا بالنظر إلى الفترة الزمنية المحدودة لتدريبهم.

في عام 2023، دخلت “كيرا” في شراكة مع ولاية تينيسي، وهي من أولى الولايات التي تبنت التشريع الخاص بتدريس علوم الحاسوب. منذ ذلك الحين، تم اعتماد منصتها في مئات المدارس الثانوية والإعدادية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما ساعد في تحقيق الانتشار السريع وتوسيع نطاق تأثيرها في النظام التعليمي.

تستمر “كيرا” في تقديم حلول تعليمية متكاملة من خلال منصة تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي يمكن دمجها بسهولة في الأنظمة التعليمية الحالية. يوفر ذلك فرصة للمدارس لتبسيط بنيتها التقنية وتقليل التكاليف المرتبطة بالبرامج التعليمية المتخصصة، مما يسهم في تحسين التعليم بشكل عام.

من خلال هذه المبادرة، تساهم “كيرا ليرنينج” في تعزيز الابتكار في قطاع التعليم، مما يتيح للمعلمين مزيدًا من الوقت للتركيز على التدريس الفعلي وإثراء تجربة الطلاب في عالم مليء بالتحديات الرقمية.