كنز “تروبيك”.. صراع المغرب وإسبانيا على معادن تكفي 277 مليون سيارة كهربائية

كشفت صحيفة إل موندو الإسبانية عن وجود سلسلة جبال بركانية قديمة تحت مياه المحيط الأطلسي، يطلق عليها الجيولوجيون اسم “جدود جزر الكناري”، والتي تضم أكثر من 100 جبل مليء بالمعادن الاستراتيجية ذات الأهمية الكبرى للصناعة والتكنولوجيا والدفاع.
وأوضح خافيير غونزاليس، باحث في هيئة المسح الجيولوجي الإسبانية (IGME)، أن هذه الجبال تمثل “مستقبل الطاقة والتقنيات العالية”، مشيراً إلى جبل تروبيك كأبرزها.
ويبلغ عمر جبل تروبيك أكثر من 100 مليون عام وارتفاعه يصل إلى 3 آلاف متر، لكن الأهمية الحقيقية تكمن في المعادن النادرة الموجودة فيه، والتي تتجاوز قيمتها الإمكانيات الصناعية، بما يكفي لإنتاج نحو 277 مليون سيارة كهربائية.
ويبعد هذا الجبل حوالي 499 كيلومتراً عن ميناء لا رستينغا في جزيرة إل هيرو، وهو خارج حدود الـ200 ميل البحرية الإسبانية، ما يجعل قضية ملكيته محط نقاش بين المغرب وإسبانيا.
وأكد غونزاليس، الذي زار جبل تروبيك ضمن أربع بعثات بين 2010 و2025، أن هذه الجبال تحتضن معادن نادرة مثل التيلوريوم والكوبالت والنيكل والنحاس والماغنيسوم، متراكمة على مدى ملايين السنين، ما يجعلها ثروة طبيعية هائلة لم يتم استغلالها بعد.
وفي أعقاب الاجتماع الذي جمع المغرب وإسبانيا في 4 ديسمبر بمدريد، عادت قضية الحقوق على المياه الإقليمية والمعدنية إلى طاولة النقاش. المغرب يطالب بحقه في جبل تروبيك، بينما تؤكد إسبانيا حقها في توسيع حدودها البحرية، فيما يبدو أن التوصل إلى اتفاق نهائي لا يزال بعيد المنال.
وأشار الباحث الإسباني إلى أن جبل تروبيك ليس الوحيد الغني بالمعادن، إذ توجد جبال أخرى مثل دراغو، إيكو وبيمباشي، والتي قد تصبح مصادر مهمة للاستخراج المستقبلي.
ويهدف البحث العلمي إلى التوازن بين حماية البيئة، تطوير التكنولوجيا، وضمان استخراج المعادن بطريقة ذكية ومستدامة دون الإضرار بالنظم البيئية البحرية.




