الاقتصادية

كارفور تدرس بيع أصولها في إيطاليا ضمن مراجعة استراتيجية شاملة لتعزيز موقعها

تجري مجموعة “كارفور” الفرنسية لمبيعات التجزئة مشاورات مكثفة مع شركة “روتشيلد آند كو” للاستشارات المالية، بشأن احتمال بيع عملياتها في السوق الإيطالية، في إطار خطة أوسع لمراجعة استراتيجية شاملة لأصولها العالمية، وفق مصادر مطلعة على سير المناقشات.

وذكر المطلعون، الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية المعلومات، أن “كارفور” بدأت في استطلاع مدى اهتمام المشترين المحتملين بعملياتها الإيطالية، مع احتمال أن تتم عملية البيع عبر عدة صفقات منفصلة نظرًا لحجم النشاط وتعقيداته.

وعلى الرغم من استمرار المحادثات، لم يتم التوصل إلى تأكيد نهائي بشأن إتمام أي صفقة، في حين اكتفى متحدثون باسم “كارفور” بالقول إن المجموعة بصدد مراجعة استراتيجية عميقة لمحفظة أعمالها، تشمل كافة الأنشطة والنماذج التنظيمية، استجابة للمتغيرات الراهنة في الأسواق، دون التطرق لتفاصيل محددة.

وكانت تقارير إعلامية محلية قد أشارت في وقت سابق إلى انخراط شركة “روتشيلد” في هذه العملية، في خطوة تعكس سعي إدارة الرئيس التنفيذي ألكسندر بومبارد لتعزيز قيمة الشركة عبر تخارج جزئي من بعض الأصول غير الأساسية.

يُذكر أن سعر سهم “كارفور” شهد هبوطًا حادًا في يونيو الماضي إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة عقود، بعد أن وضعت شركة “جيه بي مورغان” السهم ضمن قائمة المراقبة السلبية، ما زاد الضغوط على الإدارة قبل إعلان النتائج المالية للنصف الأول من العام.

ويعد السوق الإيطالي من الأسواق الكبرى لـ”كارفور”، حيث كانت في المرتبة الخامسة من حيث حجم المبيعات في 2024، بعد فرنسا والبرازيل وإسبانيا وبلجيكا، مع نحو 1,185 متجرًا في مختلف الفئات التجارية، محققة مبيعات صافية تجاوزت 3.7 مليار يورو.

أي قرار نهائي ببيع العمليات الإيطالية سيحتاج إلى دعم المساهمين الأساسيين في “كارفور”، وعلى رأسهم عائلة مولان المالكة لحصة كبيرة، إضافة إلى شركة قابضة مرتبطة برجل الأعمال الراحل أبيليو دينيز.

تجدر الإشارة إلى أن “كارفور” كانت هدفًا محتملاً لعمليات استحواذ كبرى في السنوات الأخيرة، أبرزها محاولة اندماج مع شركة “أليمنتاشيون كوش-تار” التي انسحبت في 2021، بالإضافة إلى عروض محتملة من منافستها الفرنسية “أوشان”.

يُعرف ألكسندر بومبارد بخبرته في صفقات الاندماج والاستحواذ، بعد نجاحه في صفقة استحواذ “فناك” على “دارتي”، وهو يقود حالياً جهود “كارفور” لمواجهة المنافسة الشرسة من متاجر الخصم مثل “ألدي” و”ليدل”، وسط تحديات غلاء المعيشة المستمرة في أوروبا.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى