كاتل الصينية..عملاق البطاريات الذي يهيمن على مستقبل السيارات الكهربائية

تشكل بطاريات “كاتل” (CATL) قلبًا نابضًا لواحدة من كل ثلاث سيارات كهربائية تسير على الطرقات حول العالم، إذ تم اعتمادها في أكثر من 17 مليون مركبة، من بينها طرازات لعلامات بارزة مثل “تسلا”، “تويوتا”، و”فولكس فاجن”.
ورغم هذا الانتشار الهائل، لا تزال الشركة الصينية تسعى لتوسيع نفوذها العالمي وتعزيز موقعها الريادي في صناعة الطاقة النظيفة.
تأسست “كاتل” عام 2011 في إقليم فوجيان بشرق الصين، وسرعان ما تحولت إلى عملاق عالمي بفضل النمو السريع في سوق السيارات الكهربائية.
اليوم، تمتلك الشركة 13 مصنعًا منتشرًا عبر القارات، إلى جانب ستة مراكز بحث وتطوير، مما يعزز مكانتها كأكبر منتج لبطاريات السيارات الكهربائية على مستوى العالم من حيث الحصة السوقية، بحسب تقرير صادر عن “SNE Research”.
تنتج “كاتل” نوعين رئيسيين من البطاريات: بطاريات “ليثيوم أيون” التقليدية، وبطاريات “فوسفات الحديد الليثيوم”، التي تُعد أكثر كفاءة من حيث التكلفة وأكثر ملاءمة بيئيًا. وفي قفزة تكنولوجية لافتة، أعلنت الشركة مؤخرًا عن بطارية جديدة قادرة على توفير مدى قيادة يصل إلى 520 كيلومترًا بعد شحنها لخمس دقائق فقط، متجاوزة أداء بطاريات “بي واي دي” المنافسة التي تصل إلى 402 كيلومتر بنفس مدة الشحن.
رغم إنجازاتها، تواجه “كاتل” تحديات متزايدة على الصعيد السياسي. فقد أدرجت وزارة الدفاع الأمريكية اسم الشركة ضمن قائمة الكيانات المرتبطة بالجيش الصيني في يناير الماضي، وهي خطوة نفتها “كاتل” بشدة.
أكبر مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية في العالم (من حيث الحصة السوقية حتى يناير 2025) |
|
الشركة |
الحصة السوقية |
كاتل |
%38.9 |
بي واي دي |
%16.9 |
إل جي إنرجي سوليوشن |
%9.3 |
إس كيه أون |
%4.5 |
باناسونيك |
%3.8 |
كما طالب نواب أمريكيون في أبريل مؤسسات مالية كبرى مثل “جيه بي مورجان” و”بنك أوف أمريكا” بالانسحاب من مشاركتهم في الطرح الثانوي للشركة.
في مقابلة مع “فاينانشال تايمز”، كشف الرئيس التنفيذي “زينج يوكون” أن المصانع التابعة للشركة تعمل بطاقة 98%، وسط اندفاع العملاء لتأمين الإمدادات قبل انتهاء الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين، ما يعكس حجم الاعتماد العالمي – وخاصة الأمريكي – على البطاريات الصينية، في ظل غياب بدائل كافية حاليًا.
الأولى في مجالها..لكن الطموح بلا حدود |
|
النقطة |
التوضيح |
قاعدة إنتاجية واسعة
|
تبني “كاتل” حاليًا مصنعها الأوروبي الثاني في المجر، بعد افتتاح مصنع ألمانيا عام 2023، وفي ديسمبر الماضي، أعلنت شراكة مع “ستيلانتس” لبناء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في إسبانيا بقيمة 4.3 مليار دولار، ومن المقرر أن يبدأ تشغيله بنهاية العام المقبل. |
توسيع الحضور العالمي |
وفي وقت يشوبه حالة من عدم اليقين بسبب التوترات التجارية بين واشنطن وبكين وتتوخى فيه الكثير من الشركات الحذر بشأن خطواتها المستقبلية، تعمل “كاتل” على توسيع حضورها العالمي بقوة في استثمارات كبرى في منشآت التصنيع في جميع أنحاء أوروبا وآسيا. |
أكبر اكتتاب في العالم هذا العام
|
في أحدث نموذج على سعي نحو خططها التوسعية العالمية، سعت “كاتل” لتعزيز مواردها المالية من خلال الطرح الثانوي -مدرجة بالفعل في شنتشن- لأسهمها في بورصة هونج كونج الذي جمع 4.6 مليار دولار على الأقل، ليصبح الاكتتاب الأكبر خلال 2025 حتى الآن. وقفز السهم بحوالي 16% في أول أيام تداوله في هونج كونج ما يمنح المجموعة قيمة سوقية قدرها 1.3 تريليون دولار هونج كونج (166 مليار دولار)، رغم المنافسة الشرسة مع شركات مثل “إل جي إنرجي سوليوشن” لتزويد أكبر مصنعي السيارات الكهربائية في العالم. |
التقنيات الخالية من الكربون |
صرح “روبن زينج” مؤسس ورئيس مجلس إدارة الشركة في مقابلة سابقة بأن “كاتل” لا تعتزم إبطاء وتيرة توسعها حتى مع تراجع الطلب على السيارات الكهربائية في أجزاء من العالم، وأنها ليست مجرد مصنعة للبطاريات بل إنها تلتزم بأن تصبح متخصصة في التقنيات الخالية من الكربون. |
رغم التوسع الدولي، لا تزال “كاتل” تعتمد بشكل كبير على السوق الصينية، التي تمثل نحو 70% من إيراداتها. هذه المحدودية في التعرض للسوق الأمريكية قد توفر نوعًا من الحماية في مواجهة السياسات الحمائية، لكنها لا تلغي التحديات المحتملة المرتبطة بالتقلبات التجارية والجيوسياسية، كما أقرّت الشركة في توقعاتها الأخيرة.
تمثل “كاتل”، إلى جانب “بي واي دي”، رأس الحربة في هيمنة الصين على سلسلة توريد بطاريات السيارات الكهربائية. ومع استمرارها في الابتكار والتوسع عالميًا، تتحول إلى لاعب لا غنى عنه في هذا القطاع.
ومع ذلك، فإن أي تصعيد في التوترات التجارية قد يدفع شركات السيارات العالمية إلى مواجهة تحدٍ صعب: إيجاد بديل موثوق لمصدر الطاقة الذي بات مركزيًا في مستقبل التنقل الكهربائي.