Bitget Banner
اقتصاد المغربالأخبار

في قلب جبال الأطلس.. المغرب يعزز ريادته في استخراج المعادن الاستراتيجية لدعم التحول الطاقي

تشكل جبال الأطلس الكبير مسرحًا حيويًا لتطلعات المغرب في تطوير اقتصاد مستدام يرتكز على استغلال المعادن الاستراتيجية، حيث تواصل مجموعة مناجم المغربية توسيع استثماراتها في استخراج وتحويل موارد ضرورية تدعم التحول الطاقي العالمي.

وفي تقرير ميداني نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية يوم الأحد الأول من يونيو، تم تسليط الضوء على منجم الكوبالت في بو وازار، الواقع على بعد 120 كيلومترًا جنوب ورزازات، كمثال حي على هذه الرؤية الطموحة.

تحت سطح الأرض وعلى عمق 500 متر، تستمر المجموعة في استخراج معدن الكوبالت النادر، المستخدم أساسًا في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، وسط ظروف عمل قاسية تنطوي على تحديات لوجستية وإنسانية كبيرة.

يصف فريد الحمداوي، مدير أنشطة المنجم، تفاصيل نزوله عبر قفص معدني ضيق تصاحبه أصوات صرير الحديد وأجواء خانقة، في مشهد يعكس صلابة وتحدي العاملين في أعماق الأرض.

إلا أن هذه البيئة الصعبة تعبّر أيضًا عن رؤية استراتيجية متقدمة يقودها المغرب لاقتحام سلاسل القيمة العالمية للمعادن الخضراء.

ويؤكد كل من رشيد الحدفي، مسؤول التنسيق داخل المنجم، وربيع أولاد برويجل، مدير العمليات الصناعية للنحاس، أن معدنَي الكوبالت والنحاس المستخرجين من هذه الأعماق يشكلان دعامة أساسية في مستقبل الطاقات النظيفة والصناعات المستدامة.

وتشير لوفيغارو إلى أن مجموعة مناجم المغربية باتت تمثل بديلًا إفريقيًا موثوقًا للصين، التي تهيمن حاليًا على سوق المعادن الاستراتيجية عالميًا، في مسعى لتثبيت مكانة المغرب كلاعب رئيسي في هذا القطاع الحيوي، خاصة في ظل الطلب المتزايد على المواد الأولية المتعلقة بالتحول الطاقي.

ولا تقتصر جهود المجموعة على عمليات الاستخراج فقط، بل تتوسع لتشمل تطوير تقنيات متقدمة في مجال تحويل وتكرير المعادن، بهدف تعزيز القيمة المضافة محليًا وتقليل الاعتماد على الواردات الخارجية.

وبهذا الزخم المتجدد، يخطو المغرب بثبات نحو تأسيس نموذج تعدين أخضر ومستدام، يدمج بين الاستغلال المسؤول للموارد الطبيعية وتحقيق أهداف التحول الطاقي العالمي.

ويأمل الفاعلون في أن تشكل هذه الاستثمارات محركًا اقتصاديًا قويًا يعزز من سيادة البلاد في مجالي الطاقة والصناعة، ويعزز حضورها في الخارطة العالمية للمعادن الاستراتيجية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى