فرجينيا تعيد تشكيل اختبارات المدارس الحكومية.. تغييرات جذرية لرفع معايير التعليم
في خطوة وصفها مراقبون بأنها الأكثر تأثيرًا منذ سنوات، أعلنت ولاية فرجينيا الأمريكية عن تغييرات كبيرة في نظام اختبارات الطلاب الحكومية، المعروف باسم “SOL”، بعد سنوات من الانتقادات الواسعة التي وصفت الاختبارات بأنها غير دقيقة وغير فعالة.
أطلقت وزارة التعليم في الولاية هذا العام نظامًا جديدًا لتقييم جودة المدارس العامة، مع التركيز على رفع مستوى أداء الطلاب ومواءمة الاختبارات مع المعيار الفيدرالي للتقدم التعليمي “NAEP”، الذي يقيس الاستعداد الوظيفي وإنجاز الطلاب.
و تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مصداقية التقييمات وتقديم صورة أوضح لأولياء الأمور حول تحصيل أبنائهم.
بدأ مجلس التعليم في فرجينيا تحديث اختبارات الرياضيات والقراءة، مع رفع الحد الأدنى للنجاح، وتبسيط نظام الدرجات من مقياس 600 نقطة إلى 100 نقطة.
ويأمل المسؤولون أن تساعد هذه الخطوة في تعزيز الشفافية وتجعل تقييم أداء الطلاب أكثر وضوحًا وسهولة في الفهم لأولياء الأمور.
ستُنفَّذ هذه التغييرات على مراحل بدءًا من العام الدراسي 2026-2027، ومن المتوقع أن ترتفع درجات النجاح بمعدل 46.3 نقطة في المتوسط عبر جميع المراحل الدراسية.
كما تقرر تأجيل اختبارات نهاية العام إلى الأسبوعين الأخيرين، بدلًا من الأسابيع الستة السابقة، لمنح المعلمين وقتًا إضافيًا للتدريس وتقليل الغياب في نهاية العام. وذكر عضو مجلس الشيوخ “فان فالكينبورج” أن التأجيل يعوض عن فقدان نحو شهر كامل من التعلم كل عام نتيجة عقد الاختبارات مبكرًا.
تقدر وزارة التعليم أن أقل من نصف الطلاب سيستوفون شروط النجاح في ظل المعايير الجديدة، مقارنة بما يقارب ثلاثة أرباع الطلاب الذين نجحوا في العام الدراسي 2024-2025. رغم ذلك، يؤكد المسؤولون أن هذه الإجراءات ستقدم صورة أدق عن مستوى الطلاب.
وقال الحاكم الجمهوري “جلين يونغكين” إن هذه التغييرات ضرورية لتحسين أداء الطلاب، فيما أشارت عضوة مجلس التعليم “أمبر نورثرن” إلى أن رفع معايير النجاح سيحفز الطلاب على بذل جهد أكبر.
تظل فرجينيا واحدة من ست ولايات أمريكية فقط التي تعتمد درجات اختبارات نهاية العام ضمن متطلبات التخرج، ما يعني أن رفع الحد الأدنى للنجاح قد يصعب حصول بعض الطلاب على شهاداتهم. وأوضح المعلمون أن نجاح هذه الخطة يتطلب توفير موارد ودعم إضافي للطلاب لمساعدتهم على استيفاء المعايير الجديدة.
رغم الخلافات السياسية المستمرة حول مستقبل التعليم في الولاية، اتفقت القيادة التعليمية على أن التغييرات الجذرية ضرورية لتعزيز جودة التعليم وتحقيق نتائج أدق لطلاب فرجينيا، حتى وإن صاحب ذلك انخفاض مؤقت في نسب النجاح وارتفاع أعداد الراسبين.
