غياب البيانات الحكومية يضع الاحتياطي الفيدرالي أمام تحديات قبل اجتماع أكتوبر

يواجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مأزقًا غير مسبوق، إذ سيعقد اجتماعه الأسبوع المقبل لتحديد مسار الفائدة في ظل غياب البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب استمرار الإغلاق الحكومي الفيدرالي الذي بدأ في الأول من أكتوبر.
ويعتمد البنك عادةً على مؤشرات التضخم وسوق العمل لاتخاذ قراراته النقدية، لكن الوضع الحالي يترك صانعي السياسات أمام رؤية ضبابية.
يُحرم البنك من الحصول على التقارير الشهرية الحيوية، بما في ذلك تقرير الوظائف الذي كان من شأنه توضيح مدى الحاجة لخفض الفائدة وسرعة تنفيذه.
ويأتي ذلك في وقت حساس، إذ تتباين آراء صانعي السياسات حول توقعات سوق العمل والتضخم، وتأثير التعريفات الجمركية ضمن أجندة الإدارة الأمريكية السابقة على الاقتصاد، وسط ضغوط سياسية محتملة لدعم خفض الفائدة.
في محاولة لتخفيف الضبابية، تستدعي وزارة العمل بعض الموظفين لإعداد تقرير مؤشر أسعار المستهلكين المؤجل، المقرر صدوره الجمعة المقبلة قبل أيام من الاجتماع، إلا أنه لن يوفر صورة شاملة.
وسط ضبابية الرؤية الاقتصادية.. ما المتوقع بشأن الفائدة في اجتماع هذا الشهر؟ |
||
المسؤول/ المحلل |
|
التوضيح |
“ستيفن ميران” عضو مجلس محافظي الفيدرالي |
|
يفضل “ميران ” – الذي عينه “ترامب” مؤخرًا – خفض الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماع هذا الشهر، ويرى أن التوترات التجارية تعزز عدم اليقين الاقتصادي وتزيد مخاطر تراجع النمو. |
“كريستوفر والر” عضو مجلس محافظي البنك |
|
يرى أن بإمكان الفيدرالي الاستمرار في خفض الفائدة ربع نقطة مئوية في اجتماع أكتوبر لدعم سوق العمل. |
“ماثيو لوزيتي” اقتصاديي الولايات المتحدة لدى “دويتشه بنك” |
|
غياب البيانات يصعب للغاية دفع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة لحشد أغلبية مسؤوليها لدعم إجراء أكثر حزمًا، لذلك فإن خفض الفائدة 25 نقطة أساس هو المسار الأسهل في أكتوبر. |
“أديتيا بهاف” كبير اقتصاديي أمريكا لدى “بنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش” |
|
أوضح أن البعض أقل قلقًا بشأن سوق العمل، بينما يشعر آخرون بقلق بالغ، وهو ما يفاقم الخلافات حول مقدار خفض الفائدة. وأضاف أن بيانات القطاع الخاص البديلة تمكن الفيدرالي من إدراك الظروف الاقتصادية الحالية. وأشار إلى أنه إذا استمر إغلاق الحكومة حتى اجتماع أوائل ديسمبر، فسيكون الوضع أكثر غموضَا، وسيميل البنك لإجراء خفض آخر. وأنه إذا أرجأ البنك خفض الفائدة في ديسمبر، فسيكون ذلك بمثابة علامة إيجابية على صحة الاقتصاد، لأنه يعني أن إنفاق المستهلكين قد دعم سوق العمل. |
“نيل كاشكاري” رئيس الفيدرالي في مينيابوليس |
|
كلما طال أمد الإغلاق الحكومي، قلت ثقتي في أننا نقرأ الاقتصاد بشكل صحيح. |
“سوزان كولينز” رئيسة الفيدرالي في بوسطن |
|
أوضحت أنه من الحكمة خفض الفائدة قليلاً، وفسرت تصريحات “باول” الأخيرة بأنها تعطي الضوء الأخضر للخفض في أكتوبر. |
وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن توازن المخاوف بين تباطؤ سوق العمل واستمرار التضخم لم يتغير، مشيرًا إلى توفر مجموعة واسعة من بيانات القطاع الخاص التي يمكن الاعتماد عليها جزئيًا، مثل مؤشرات التوظيف على مواقع الإنترنت وبيانات الإنفاق الأسبوعية من مؤسسات مالية.
يشير التاريخ إلى أن الإغلاق الحكومي ليس أمرًا جديدًا على البنك؛ ففي عام 1996، تأخر إصدار تقرير الوظائف ومؤشر أسعار المستهلكين عدة أسابيع خلال الإغلاق الحكومي، وصدر بعضهما بعد اجتماع البنك حينها.
ومن المتوقع أن يسلك صانعو السياسة هذا الشهر نهجًا حذرًا، مع خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصل نطاق الفائدة إلى 3.75%-4%، بينما يبقى المستقبل محور اهتمام اجتماعات ديسمبر القادمة.
غياب البيانات الرسمية يزيد من تعقيد القرارات النقدية في ظل تجدد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ويضع البنك أمام تحدٍ كبير: هل يتجه نحو خفض فائدة أكبر لدعم الاقتصاد، أم يختار الحذر بعد أكتوبر؟