عودة شركة بريداتور للتنقيب عن الغاز الطبيعي في رخصة جرسيف
بعد فترة توقف طويلة، أعلنت شركة “بريديتور أويل آند غاز” البريطانية عن استئناف أنشطتها الاستكشافية في المغرب، حيث من المتوقع أن تكشف حفريات بئر Mou-5 في رخصة جرسيف عن إمكانات هائلة في مجال الغاز الطبيعي الحراري، بالإضافة إلى احتمال اكتشاف الهيليوم.
تخطط شركة “بريديتور” لتكثيف جهودها الاستكشافية في المغرب في إطار استراتيجيتها لتوسيع نطاق عملياتها في المنطقة.
وبفضل اكتشافات الغاز الحيوي التي تمت في آبارها السابقة، سيتم حفر بئر Mou-5 لتأكيد موارد الغاز الطبيعي وتقييم إمكانات الهيليوم في هذه المنطقة التي تُعدّ من بين أكثر المناطق الواعدة.
تُعدّ رخصة جرسيف، التي تغطي مساحة 7269 كيلومترًا مربعًا، موقعًا استراتيجيًا بفضل قربها من حقل تندرارة، إضافة إلى وجود رواسب الغاز في حوض الغرب.
وحققت حملات الحفر السابقة، بما في ذلك آبار Mou-1 وMou-2 وMou-3، اكتشافات هامة للغاز الحيوي على مستويات سطحية.
ورغم أن هذا النوع من الغاز أقل قيمة من الغاز الموجود في التكوينات العميقة، إلا أن شركة “بريديتور” توقعت أن يتراوح الإنتاج من هذه الآبار بين 20 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا على مدار ست سنوات، مع إجمالي قابل للاستخراج يبلغ حوالي 43.8 مليار قدم مكعب (أي ما يعادل 1.2 مليار متر مكعب).
تتمثل أهمية بئر Mou-5 في استكشاف بنية جيولوجية تقع بين عمق 891 و 1140 مترًا، مما يوفر ظروفًا مواتية لتراكم الهيدروكربونات.
وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أن هذه المنطقة تحتوي على مسارات متعددة للهجرة وطبقات خزانات من الحجر الجيري المسامي، بالإضافة إلى احتجاز فعال للهيدروكربونات بفضل الإغلاق الهيكلي الواسع النطاق.
ووفقًا لتقديرات شركة مسح جيولوجي معتمدة، يمكن أن يبلغ حجم الغاز الحراري القابل للاستخراج حوالي 93 مليار قدم مكعب (أي 2.5 مليار متر مكعب)، وقد يصل هذا الرقم في حال كان السيناريو أكثر تفاؤلاً إلى 169 مليار قدم مكعب (18 مليار متر مكعب).
كان من المقرر أن يتم حفر بئر Mou-5 في أبريل ومايو 2024، إلا أن الحفر تأجل بسبب تمديد وزاري لترخيص المنطقة.
كما تم تعديل موقع الحفر ليتم نقله نحو الشمال الغربي بمقدار 277 مترًا لتفادي المساس بالبنية التحتية الزراعية. وقد تم التوصل إلى اتفاق مؤقت بشأن هذا الموقع الجديد حتى أبريل 2025، مما يسمح بتنفيذ العمليات المخطط لها بشكل مناسب.
وبينما تواصل “بريديتور” تطوير البنية التحتية السطحية في المنطقة، تبقى الشركة واثقة في إمكانات الحملة الاستكشافية الجديدة.
وإذا ثبتت صحة التقديرات، يمكن أن يعزز هذا المشروع من مكانة المغرب كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي في المستقبل، ويجذب المزيد من الاستثمارات في قطاع الطاقة.