بعد ما يقرب من عامين على الانهيار الصادم لمنصة FTX، يعود سام بانكمان-فريد، المعروف اختصارًا بـ SBF، إلى دائرة الضوء مع جلسة استئناف قد تغيّر مستقبله القانوني والسياسي.
وتترقب أسواق العملات المشفرة هذه الجلسة بترقب شديد، إذ تمثل اختبارًا جديدًا لأحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في القطاع.
في 2023، أُدين بانكمان-فريد بسبع تهم جنائية تتعلق بالاحتيال والتآمر، وحُكم عليه بالسجن 25 عامًا، وهو أقصى عقوبة بين جميع المسؤولين التنفيذيين في FTX، في مقابل أحكام مخففة لزملائه الذين تعاونوا مع السلطات.
في سبتمبر 2024، قدّم فريقه القانوني استئنافًا زاعمًا أن المحاكمة لم تمنحه افتراض البراءة وأن الادعاء روّج لرواية مضللة بشأن أموال العملاء. وإذا قررت محكمة الاستئناف تعديل الحكم، فقد يُعاد فتح المحاكمة أو تخفيف العقوبة، رغم أن فرص النجاح تبقى محدودة بسبب قوة الأدلة والشهادات ضده.
شكل انهيار FTX أواخر 2022 صدمة كبرى في عالم العملات الرقمية. فقد انهارت المنصة فجأة بعد أزمة سيولة كبيرة، تاركة ملايين المستثمرين دون أموالهم، في حين تعاون عدد من المسؤولين التنفيذيين مع السلطات لتقليل عقوباتهم، مثل كارولين إليسون وغاري وانغ ونيشاد سينغ، بينما تلقى رايان سلامة حكمًا بالسجن لأكثر من سبع سنوات.
منذ مارس 2025، يقضي بانكمان-فريد عقوبته في سجن تيرمينال آيلاند الفيدرالي في كاليفورنيا. ومع ذلك، لم يتوقف الجدل حول مستقبله، خصوصًا مع التكهنات حول احتمال حصوله على عفو رئاسي محتمل من الرئيس ترامب، الذي سبق وأن منح عفوًا لمؤسس “طريق الحرير” روس أولبريخت.
من المقرر أن تُعقد جلسة الاستئناف في الرابع من نوفمبر أمام محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الثانية. ويرى المراقبون أن نتائج هذه الجلسة قد تؤثر بشكل مباشر على ثقة المستثمرين في قطاع العملات المشفرة، سواء أُعيد تعديل الحكم أو تم تثبيته.
القضية لم تعد مجرد محاكمة فردية، بل اختبارًا لمسألة المساءلة في عالم التمويل الرقمي، وفرصة لرؤية ما إذا كانت شخصية مثيرة للانقسام مثل سام بانكمان-فريد ستعود إلى دائرة الضوء مرة أخرى.
