عوائد السندات الألمانية ترتفع مع تصاعد التوترات التجارية وتضاؤل آمال خفض الفائدة

ارتفعت عائدات سندات البوند الألمانية لأجل عشر سنوات إلى ما فوق 2.7%، لتقترب من أعلى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية ومخاوف من ارتفاع التضخم، ما دفع المستثمرين إلى تعديل توقعاتهم بشأن مسار السياسة النقدية.
جاء هذا الارتفاع بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات قادمة من الاتحاد الأوروبي، على أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من أغسطس. وعلى الرغم من الإشارات الأولية لاحتمال فتح باب التفاوض، إلا أن الخطوة أثارت قلق الأسواق بشأن تأثيراتها التضخمية المحتملة على الاقتصادات الكبرى.
في المقابل، أكد الاتحاد الأوروبي تمسكه بالتوصل إلى اتفاق تجاري، وأعلن تعليق أي إجراءات انتقامية حتى أوائل أغسطس، لإتاحة المجال أمام المفاوضات وتجنب تصعيد فوري.
في الوقت ذاته، عززت بيانات التضخم المرتفعة في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لشهر يونيو من القلق حيال مسار خفض الفائدة. حيث بدأت الأسواق بتقليص الرهانات على خفض وشيك من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا، في ظل استمرار الضغوط السعرية.
أما في منطقة اليورو، فيُتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل. ومع ذلك، ما زالت الأسواق تسعّر احتمال خفض واحد على الأقل قبل نهاية العام، في حال تراجعت الضغوط التضخمية خلال الأشهر المقبلة.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من الحذر المتزايد، حيث تتداخل الاعتبارات النقدية مع الحسابات الجيوسياسية والتجارية، مما يضع البنوك المركزية أمام قرارات أكثر تعقيدًا.