الاقتصادية

عندما ينتصر التسويق.. كيف تخلّص منتجك العبقري من قبضة الفشل؟

في عالم ريادة الأعمال، لا تُدفن جميع المنتجات في مقبرة الفشل لأنها سيئة أو عديمة القيمة. بل هناك منتجات وُلدت بذكاء، وامتلكت كل ما يؤهلها للنجاح، لكنها اختنقت تحت أنقاض استراتيجيات تسويقية غير موفقة.

هذه القصة ليست نادرة. كم من فكرة مبتكرة شُحنت بالشغف والجهد، وصُمم لها موقع إلكتروني بديع، وكُتب لها محتوى تسويقي لامع، ودُعمت بحملات إعلانية مدروسة.

ومع ذلك، كانت النتيجة: لا صوت، لا مبيعات، لا تفاعل، لا وجود فعلي في السوق.

وما هو أكثر إحباطًا من ضعف الأداء، هو الغياب التام عن الرادار. كأن لا أحد رأى هذا المنتج، أو شعر بوجوده.

Key Approaches to Scaling Your E-commerce Business - Razorpay Capital

إذا كان هذا السيناريو يعكس تجربتك، فاعلم أنك لست الوحيد. لكن قبل أن تضيف المزيد من الدولارات إلى ميزانية الإعلانات، توقف. قد لا يكون الحل في تحسين المنتج أو تغييره، بل في إعادة فهم السوق، والجمهور، وطريقة عرض رسالتك.

غالبًا ما يكمن الفرق بين منتج مغمور وآخر يصنع ثورة، في زاوية الرؤية. في أحيان كثيرة، لا تحتاج إلى منتج جديد، بل إلى أسلوب جديد لرواية قصته.

و لا تندفع لإعادة ابتكار العجلة. أعد التفكير في جمهورك، وراجع صوتك التسويقي، وحدد بدقة لمن تتحدث، وماذا تقول، ولماذا ينبغي لهم أن يهتموا. لأن أقوى المنتجات قد تُنسى، إن لم تُروَ قصتها بالشكل الصحيح.

كيف تتجنب الأخطاء التسويقية؟

1- التركيز المفرط على الميزات

– قد تبدو قائمة الميزات التقنية الطويلة مبهرة، لكن العملاء لا يبحثون عن الإبهار، بل عن حلٍ لمشكلة تؤرقهم.

– الخطأ القاتل هو أن تركز على “ماذا يفعل منتجك” وتنسى “كيف سيساعد العميل على تلبية احتياجاته”.

– عندما تتصدر رسائلك عبارات طنانة من قبيل: “مدعوم بالذكاء الاصطناعي” ” أو “الأفضل في فئته” دون أن ترسم صورة واضحة لتأثير ذلك على حياة المستخدم، فأنت تتحدث لغة لا يُهتَمّ بها.

– فالعميل لا يدفع ماله ليشتري أداة، بل ليشتري تحولًا في حياته، اروِ له قصة ذلك التحول.

2- استهداف الجمهور الخاطئ (أو عدد كبير جدًا في وقت واحد

– من الطبيعي أن ترغب في أن يجذب منتجك أكبر عدد ممكن من الناس. ولكن التسويق المصمم لإرضاء الجميع عادةً ما ينتهي به الأمر إلى عدم إرضاء أي شخص على وجه التحديد.

– أن تقول إن منتجك مخصص لأصحاب الشركات الصغيرة هو كمن يصطاد في محيط شاسع بشبكة ضيقة.

– إذ إن احتياجات العامل المستقل الذي يعمل من منزله تختلف جذريًا عن احتياجات شركة تضم ثلاثين موظفًا.

– ورسالتك الموجهة للجميع هي كالصوت الخافت في عاصفة، لا يسمعه أحد بوضوح.

– خلاصة القول، إن تحديد فئة الجمهور المستهدف لا تعني تقليص طموحك، بل تركيز قوتك لإحداث أثر حقيقي.

3- مراعاة السياق: مخاطبة جمهور “إنستجرام” بلغة “جوجل”

– لكل منصة روحها ولغتها الخاصة وتوقعات جمهورها؛ فالمستخدم الذي يقلب شاشة إنستجرام بملل لن يتوقف ليقرأ فقرة طويلة، والزائر الذي أتى من إعلان مدفوع على جوجل يبحث عن إجابة سريعة.

– ومن ثمَّ، فإن استخدام نفس الرسالة بنفس التصميم عبر جميع القنوات هو وصفة أكيدة للفشل.

– إن عدم احترام سياق المنصة هو بمثابة التحدث بلغة أجنبية إلى جمهورك؛ حتى لو كانت كلماتك صحيحة، فلن يفهم أحد رسالتك.

4- الجسر المفقود: المحتوى الذي يعرض المنتج دون أن يبني ثقة المشتري

– تُعد عملية الشراء عملية معقدة ومليئة بالأسئلة: كيف يُقارَن هذا المنتج بغيره؟ ما مدى صعوبة استخدامه؟ هل يناسب حالتي الخاصة؟

– فإذا تخطى محتواك هذه الأسئلة واتجه مباشرة إلى زر “اشترِ الآن”، فأنت تترك العميل وحيدًا على ضفة التردد.

– تذكر أن العروض التوضيحية، والمقارنات، ودراسات الحالة ليست مجرد مواضيع عابرة تزين موقعك، بل هي الجسور التي يعبر بها العميل نهر الشك ليصل إلى بر الأمان ويشتري منتجك عن ثقة واقتناع.

5- متلازمة الرهان الأوحد: مخاطر وضع كل البيض في سلة واحدة

– أحيانًا لا تفشل الحملة التسويقية ككل، بل تفشل لأنك تراهن على إعلان واحد، أو قناة واحدة، أو فكرة يتيمة. وعندما يفشل هذا الرهان الوحيد، ينهار كل شيء معه.

– حتى لو وجدت تكتيكًا ناجحًا، فالاعتماد الكلي عليه استراتيجية محفوفة بالمخاطر؛ فالخوارزميات تتغير، والجمهور يصيبه الملل.

– والشاهد هنا أن التنويع ليس خيارًا، بل هو بوليصة تأمين ضد تقلبات السوق.

6- أزمة الهوية: حين يكون منتجك عبقريًا لكنه بلا عنوان واضح في السوق

– قد يكون منتجك استثنائيًا، لكن إذا لم يفهم الناس ماهيته أو قيمته في حياتهم، فلن يشتروه.

– هذا هو جوهر “تحديد الموقع السوقي”. عليك أن تجيب بوضوح: ما أهمية منتجك والشريحة المُستهدفة؟

– لأنه إذا كنت مجرد صدى للآخرين، فلماذا يختارونك؟ لذا ابحث عن هوية ورسالة واضحة لمنتجك.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى