علي بابا: الشركات الآسيوية تواجه تحديات التوترات العالمية وتراهن على السوق الأوروبية

قال جو تساي، رئيس مجلس إدارة مجموعة “علي بابا”، إن الشركات الآسيوية تستطيع استغلال الفرص المتاحة داخل آسيا وكذلك في السوق الأوروبية لتحقيق النمو، خصوصًا في ظل التوترات المستمرة بين واشنطن وبكين.
وخلال مؤتمر تكنولوجي عُقد في ماكاو، أعرب تساي عن انتقاده الضمني للحرب التجارية التي أشعلتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مشيرًا إلى أن “بعض الحكومات تحاول هدم الجسر الذي ربط آسيا بالعالم.”
وأضاف تساي أن هناك حركة تعاون تجاري قوية بين دول شرق آسيا وجنوب شرق آسيا، مع إمكانيات متنامية تشمل جنوب آسيا، مشددًا على أن أوروبا تشكل فرصة هائلة للشركات الآسيوية.
تضررت الأنشطة الأساسية لمجموعة “علي بابا” بسبب التصعيد في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، لا سيما بعد تقارير إعلامية عن مخاوف إدارة ترمب من اتفاق محتمل بين “أبل” وشركة التجارة الإلكترونية الصينية الرائدة، وهو اتفاق يُعد ذا أهمية بالغة لمقر الشركة في هانغتشو.
لم تصدر “أبل” تصريحات رسمية حول هذه الشراكة، لكن تساي أكد في وقت سابق هذا العام وجود التحالف، رغم أنه لم يكشف ما إذا كانت “علي بابا” ستصبح المزود الحصري لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الصين.
ويعتبر هذا التحالف مع شريك محلي خطوة استراتيجية لتعزيز مبيعات هواتف “آيفون” في الصين، خصوصًا في ظل المنافسة المتزايدة من شركات مثل “هواوي” التي تقدم هواتف مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما أن القوانين التنظيمية الصينية تشترط وجود شريك محلي معتمد لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل التعاون مع “علي بابا” ضروريًا.
تأثرت أيضًا عمليات التجارة الإلكترونية لمجموعة “علي بابا” بقرارات إدارية من إدارة ترمب، منها إغلاق ثغرة جمركية خاصة بالطرود الصغيرة القادمة من الصين وهونغ كونغ.
وكانت نتائج “علي بابا” المالية الأخيرة مخيبة للآمال، ما تسبب في انخفاض أسهم الشركة لأكبر مستوى خلال أكثر من شهر، وسط مخاوف المستثمرين من ضعف الاقتصاد الصيني والتحديات التي تواجهها الشركة في استغلال فرص الذكاء الاصطناعي.
رغم هذه التحديات، دافع تساي عن مستقبل الشركة، مؤكداً أن “علي بابا” تسير في “مسار جيد جدًا”، مع تركيز مستمر على مجالي التجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.
وتحت قيادته وقيادة الرئيس التنفيذي إيدي وو، وكلاهما من المقربين لمؤسس الشركة جاك ما، أعادت “علي بابا” ترتيب أولوياتها بعد سنوات من التدقيق الحكومي. فبالإضافة إلى تعزيز الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، تسعى الشركة إلى تسريع بيع الأصول غير الأساسية لتمويل توسعها العالمي.
وبالفعل، أطلقت “علي بابا” منتجات وتقنيات جديدة للذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة منذ بروز منصة “ديب سيك” العالمية.
ومن بين إنجازاتها الأخيرة إطلاق الإصدار المتقدم من نموذجها “كوين3” (Qwen3) الذي تنافس فيه أداء “ديب سيك” على عدة مستويات، مما يثبت مكانتها الرائدة في سوق الذكاء الاصطناعي الصيني.